طباعة
04 تشرين1/أكتوير 2012

الجزائر: استمرار تعرض الناشط في حقوق الإنسان، ياسين زيد، للمضايقات القضائية

ألقي القبض على النقابي والناشط في حقوق الإنسان، السيد ياسين زيد، يوم الاثنين الماضي من قبل عناصر من الشرطة، بينما كانيستقل حافلة تربط مدينتي ورقلة وحاسي مسعود، في الجنوب الجزائري، وهو موجود حاليا رهن الاعتقال في سجن ورقلة، حيث
يرتقب أن يمثل في 8 تشرين الأول/ أكتوبر أمام المحكمة الجنائية بتهمة " ازدراء والاعتداء على شرطي النظام العام ، أثناء أداء مهامه. "

ورقلة، 1 تشرين/ أكتوبر 2012. استقل ياسين زيد، الذي كان برفقة عبد المالك السهلي، عضو المرصد الجزائري في حقوق الإنسان والممثل النقابي، الحافلة المتوجهة إلى حاسي مسعود، المدينة التي تعتبر القلب النابض للمنشآت النفطية في جنوب الجزائر، حيث كان يعتزم حضور اجتماعا نقابيا ومقابلة محاميه.

وتجدر الإشارة أن الناشط الحقوقي السيد ياسين، يقوم بشكل منتظم بمثل هذه الزيارات، لتفقد أحوال هذه الفئة من المنسيين المعوزين داخل المجتمع الجزائري وغيرهم من النشطاء والنقابيين. وما هي إلا بضع كيلومترات على انطلاقهم من مدينة ورقلة، على حوالي الساعة التاسعة ونصف، حتى تم توقيف الحافلة من قبل ثلاثة من عناصر الشرطة، يرتدي اثنين منهم الزي الرسمي وثالثهم بملابس مدنية، فصعدوا إلى الحافلة بحجة مراقبة أوراق هوية الركاب، غير أنهم توجهوا مباشرة إلى ياسين وطلبوا منه أن ينزل من الحافلة، دون أن يوضحوا له سبب ذلك. وقد أفاد السيد السهلي، أنه نظرا لاحتجاج السيد ياسين على تلك التصرفات، وجه له عناصر الشرطة سيلا من الشتائم والإهانات، و ضربوه ضربا مبرحا، على مشهد من الركاب الآخرين، ثم قاموا بتقييد يديه، قبل أن يقتادوه معهم عنوة على متن سيارة رباعية الدفع، بيضاء من نوع نيسان، بدون رقم تسجيل، تستخدم عادة من قبل دائرة الاستعلام والأمن.

ولم يتسنى لأقارب الناشط الحقوقي معرفة خبر اعتقاله في سجن ورقلة إلا في يوم الغد من ذلك، حيث يرتقب أن يمثل أمام المحكمة الجنائية في نفس المدينة، يوم الاثنين المقبل.

ومعروف عن ياسين زيد أنه عضو نشط في عدة جمعيات للدفاع عن حقوق الإنسان والمنظمات العمالية وكذلك على شبكة الإنترنت، كما أنه يدير فرع الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (LADDH) في الأغواط، مسقط رأسه، بالإضافة إلى كونه عضو في النقابة الوطنية المستقلة لموظفي الإدارة العمومية (SNAPAP).

وبسبب أنشطته النضالية الدؤوبة، يواجه ياسين زيد ما يقرب من عشر دعاوي قضائية، مرفوعة ضده، بل كان قد مثُل، حتى قبل ذلك، أي في 25 أيلول/ سبتمبر، أمام محكمة باب الواد، رفقة ثلاثة مدافعين آخرين عن حقوق الإنسان بتهمة "التحريض على التجمع غير المسلح"، حيث يواجه الأشخاص الثلاثة جميعهم خطر عقوبة السجن، قد تصل إلى سنة كاملة، لمشاركتهم في تجمع سلمي، يوم 26 نيسان/ أبريل 2012 احتجاجا على المضايقات القضائية التي تعرض لها عبد القادر خربة، العضو في اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، وفي الرابطة الجزائرية للدفاع لحقوق الإنسان.

ومنذ أن ألقي عليه القبض، قام نشطاء حقوق الإنسان وغيرهم من أعضاء النقابات، بحملة تعبئة واسعة للتنديد بعملية الاعتقال التعسفي الذي تعرض له ياسين زيد، وقد دعوا اليوم إلى تنظيم تجمع حاشد أمام وزارة العدل في الجزائر العاصمة.

وفي هذا السياق، تؤازر الكرامة أسرة الناشط الحقوقي، وتنظم إلى غيرها من المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، للتنديد بالمضايقات القضائية التي يتعرض لها ياسين زيد، والتي تندرج في واقع الأمر ضمن حملة شاملة، تهدف من ورائها السلطات الجزائرية الانتقام من نشطاء حقوق الإنسان وإسكات أصواتهم.

وفي ضوء ذلك قدمت الكرامة والمرصد الجزائري لحقوق الإنسان، يوم أمس، قضيته إلى المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان، يلتمسان منها دعوة السلطات الجزائرية لوضع حد لحملات الانتقام هذه.
آخر تعديل على الإثنين, 08 تشرين1/أكتوير 2012 12:13