17 نيسان/أبريل 2014

العراق: خطر التعذيب يهدد حياة معتقل سعودي

Irak Al NassiryahPrison بدأت محنة المواطن السعودي عايش الحربي، البالغ من العمر 41، بالعراق عند اعتقاله أول مرة سنة 2005. أدانته محكمة الرصافة سنة 2009، وأصدرت في حقه حكما بالسجن 15 بعد محاكمة انتفت منها شروط المحاكمات العادلة. قررت وزارة العدل العراقية، منتصف شهر مارس، ترحيل السيد عايش الحربي و 58 سجينا سعوديا آخرا، من سجن الرصافة إلى سجن الناصرية الشديد الحراسة على بعد حوالي 300 كلم جنوب شرق بغداد. وتؤكد شهادات سجناء سابقين أن ظروف الاعتقال بهذا السجن صعبة للغاية وأن نزلاؤه يتعرضون للتعذيب بشكل يومي.

حصل عايش الحربي بمعية سعودي آخر هو فيصل ناجي حمود البلاوي على حق اللجوء بالعراق سنة 2000. اعتقل فيصل ناجي بعد الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، وسلم إلى السعودية حيث تعرض للتعذيب قبل أن يعرض على المحكمة التي حكمت عليه بالإعدام، إلا أن الحكم لم ينفذ ولا زال يقبع بالسجن بعد مرور عشر سنوات على اتعقاله.

القت قوات الجيش الامريكي القبض على عايش الحربي ببغداد في 17 يوليو 2005، اعتقل وتعرض للتعذيب طيلة ثلاث سنوات دون أن توجه له تهمة ، ولم يفرج عنه في 27 سبتمبر 2008. اعتقل من جديد في 17 يوليو 2009 لكن هذه المرة على يد قوات تابعة لوزارة الداخلية العراقية وذاق مرة أخرى قسوة التعذيب. حكمت عليه محكمة الرصافة بخمسة عشر سنة، بعد محاكمة جائرة بتهمة انتمائه لجماعة مسلحة، ومشاركته في أعمال إرهابية في 2006، رغم علم السلطات العراقية بوجوده في السجن خلال تلك الفترة.

نقل في يوليو سنة 2013 إلى سجن الرصافة ببغداد، الذي ينقل إليه السجناء عادة تمهيدا لطردهم أو تسليمهم لسلطات بلاد أخرى. وهو ما جعل السيد الحربي يتخوف من تسليمه إلى سلطات بلاده التي يخشى أن يتعرض فيها للتعذيب بل ولعقوبة الإعدام، مشيرا أن ظروف الاعتقال بسجن الرصافة غير إنسانية.

أصدرت وزارة العدل العراقية نهاية شهر فبراير قرارا بترحيل 59 سجينا سعوديا بما فيهم الحربي، من سجن الرصافة إلى سجن الناصرية الشديد الحراسة على بعد 300 كلم جنوب شرق بغداد، ونقلتهم إلى هناك منتصف شهر مارس، حيث لا زالوا معتقلين.

استطاعت الكرامة الحصول على العديد من الشهادات لأشخاص، أفرج عنهم مؤخرا من سجن الناصرية وآخرين لا زالوا هناك تتحدث عن ظروف الاعتقال القاسية والممارسات غير إنسانية وتفشي التعذيب في حق السجناء. وتؤكد الشهادات أن المتعقلين يتعرضون بشكل يومي للضرب بكابلات على مختلف أنحاء جسمهم.

وما يزيد من مخاوف الكرامة أن السيد الحربي يتعرض للتعذيب بشكل شبه يومي مما يجعل حياته في خطر، إضافة إلى أن العديد من السجناء قضوا نحبهم على أيدي معتقلين آخرين، أو في ظروف غامضة. .

التمست الكرامة اليوم تدخل مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بمسألة التعذيب لدى السلطات العراقية، ومطالبتها باحترام تعهداتها الدولية الواردة في اتفاقية مناهضة التعذيب وضمان سلامة السيد الحربي والسجناء الآخرين الجسدية والعقلية. والعمل على تحسين وضعية المعتقلين بما يتوافق مع "القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء"،والمادة 10 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

آخر تعديل على الثلاثاء, 06 أيار 2014 15:13