20 كانون2/يناير 2015

السعودية: إطعام قسري لسجين يمني مضرب عن الطعام ، سلمته قطر إلى السعودية وبرأته محاكمها و لازال معتقلا...

يقبع المواطن اليمني عوض الحيقي 33 سنة، في سجن القصيم بالسعودية منذ 18 أكتوبر 2010، تايخ تسليمه من قبل قطر إلى السلطات السعودية. لبث معتقلا بمعزل عن العالم الخارجي زهاء سنة عانى خلالها من التعذيب وسوء المعاملة دون إمكانية للتواصل مع أسرته. و لازال إلى اليوم سجينا دون تهمة. خاطبت الكرامة في 16 ديسمبر 2014 مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بمسألة التعذيب موضحة أن قطر والسعودية طرفان في اتفاقية مناهضة التعذيب تسليمه من قبل الأولى وتعذيبه على يد الثانية خرق لهذه المعاهدة الدولية.

بدأت مأساة عوض الحيقي في 18 أكتوبر 2010 عندما توصل بمكالمة هاتفية من الشرطة القطرية تطلب منه الحضور إلى مقرها من أجل إجراء روتيني. وعند وصوله أخبر أنه مطلوب من قبل السلطات السعودية وأنه سيرحل إلى هناك دون توضيحات أخرى. وفي نفس اليوم سلم للسلطات السعودية التي اودعته بسجن القصيم، لتنقطع أخباره عن زوجته وأبنائه الأربعة طيلة 11 شهرا.

عاش الحيقي على وقع التعذيب الجسدي والنفسي زهاء سنة، محروما من أي اتصال بأسرته. عانى من الضرب المبرح المتكرر والتعريض للبرودة القاسية رغم معاناته الصحية.
لم يعرض على القضاء إلا بعد أن رفعت الكرامة قضيته إلى آليات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في 13 مارس 2013، لتقضي محكمة سعودية ببراءته. لكنه وإلى اليوم لازالت السلطات تحتفظ به. واحتجاجا على اعتقاله التعسفي والتعذيب الذي يتعرض له، دخل منذ أشهر في إضراب عن الطعام، لكن إدارة السجن تطعمه قسرا عبر أنبوب في أنفه.

وتوضح خديجة النمار، المسؤولة القانونية عن منطقة الخليج بمنظمة الكرامة "الإطعام القسري للمعتقلين الذين يخوضون إضرابات عن الطعام، شكل من أشكال التعذيب والمعاملة القاسية والحاطة بالكرامة" مرددة بذلك ما جاء على لسان المقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب " التهديد بالإطعام القسري، أو أي شكل آخر من الإكراه النفسي أو البدني ضد الأفراد الذين يلجؤون لخيار الإضراب عن الطعام الصعب، أمر غير مقبول"

تسليم السيد عوض الحيقي من قبل سلطات قطر إلى نظيرتها السعودية انتهاك صارخ لاتفاقية مناهضة التعذيب التي تعتبر قطر طرفا فيها، حيث تنص المادة 3 من الاتفاقية على أنه "لا يجوز لأية دولة طرف أن تطرد أي شخص أو أن تعيده ("أن ترده") أو أن تسلمه إلى دولة أخرى، إذا توافرت لديها أسباب حقيقية تدعو إلى الاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب". والواضح أن قطر لم تكن تجهل المخاطر التي تواجه الضحية عندما قامت بتسليمه، خاصة وأن الأمم المتحدة عبرت في العديد من المناسبات عن قلقها بتفشي التعذيب في مراكز الاعتقال السعودية.

وعلى ضوء هذه المعطيات وجهت الكرامة نداءا عاجلا إلى مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بمسألة التعذيب مناشدة تدخله لدى السلطات السعودية ومطالبتها بوقف كل أشكال التعذيب وسوء المعاملة ضد السيد الحيقي. كما خاطبت الكرامة الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي بالأمم المتحدة ملتمسة منه مطالبة السلطات السعودية بالإفراج الفوري عنه، نظرا لطبيعة احتجازه التعسفي، وتعويضه بما يتناسب وحجم الضرر الذي لحقه.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
أو مباشرة على الرقم 0041227341007 ـ تحويلة 810