طباعة
03 آذار/مارس 2016

مصر: اختفاء شابين على أيدي الأمن الداخلي

في شباط/ فبراير 2016، اعتقل الأمن الداخلي دون توضيح للأسباب الشابين أبو عبيدة سيد محمود عبد الحميد البالغ من العمر 28 سنة، وإسلام إبراهيم التهامي إبراهيم 25 سنة، لتنقطع أخبارهما منذ ذلك الحين. ولم تفد كل المساعي التي بذلها أقاربهما لدى مختلف الهيئات الرسمية لمعرفة مكان تواجدهما ومصيرهما. وبعد أن استنفذت أسرة الضحيتين كل سبل البحث الداخلية، رفعت الكرامة نداء عاجلاً إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بالأمم المتحدة تلتمس منه مطالبة السلطات المصرية بالكشف فورا عن مكان احتجازهما والسماح لعائلاتهما ومحامييهما بزيارتهما، وفقا للالتزامات الدولية لمصر.

القبض على أبو عبيدة واختفاؤه

في 2 فبراير 2015، كانت الساعة تشير إلى الرابعة صباحا عندما اقتحمت قوات الأمن الداخلي والشرطة شقة أسرة أبو عبيدة بالجيزة، وقامت بتفتيش البيت دون إظهار أي إدن قضائي أو تبرير لذلك ثم قبضوا عليه وغادروا المكان إلى وجهة مجهولة، أمام أعين أفراد أسرته الذين أصابهم الرعب والذهول من وقع الصدمة. وقد أصبح هذا السلوك عاديا لدى أجهزة الأمن المصرية التي تقوم بالقبض على المواطنين واحتجازهم دون احترام للإجراءات القانونية، كما حدث للمدرسين مدحت محمد ومجدي حسن في شهر فبراير 2015. وفي اليوم التالي، بعث أقاربه برقية إلى النائب العام بالجيزة، إلا أنهم لم يتلقوا أي جواب حتى اليوم.

القبض على إسلام واختفاؤه

بعد ثلاثة أيام، وتحديدا في 5 شباط/ فبراير، اختطف إسلام بدوره على أيدي أجهزة الأمن المصرية. كان يومها يستقلّ سيارة أجرة مع ركاب آخرين، حينما أوقفتهم الشرطة على حاجز أمني عند مدخل مدينة بلطيم الساحلية، الواقعة على بعد 118 كلم شرقي الإسكندرية. بعد تفتيش السيارة والإطلاع على هويات الراكبين وهواتفهم النقالة، أجبروه على النزول، ثم اقتادوه إلى مكان مجهول.

علم أقاربه بالقبض عليه، فأرسلوا في 6 فبراير 2016، برقية إلى النائب العام وأخرى إلى وزارة الداخلية التي أخبرتهم أن التحقيقات جارية في قضية اختفائه. لكنهم لا زالوا يجهلون مصيره حتى الآن.

يقول توماس جينارد، المسؤول القانوني عن منطقة النيل ومصر بمؤسسة الكرامة "أصبح الأمر مألوفا في مصر، تصر السلطات على إنكار هذه الممارسة، بينما تتوالى حالات الاختفاء القسري. في البداية، استهدفت الأجهزة الأمنية المعارضين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين بشكل أساسي، أمّا اليوم فصارت الاختطافات عشوائية ولا تستثني أحدا". ويضيف " يتم الاحتفاظ بالضحايا بمعزل عن العالم الخارجي لأسابيع أو أشهر، وغالبا ما يتعرضون للتعذيب. ثم يظهرون من جديد وتتهمهم السلطات بارتكاب جرائم ملفقة بعد تزوير سجلات القبض عليهم لإخفاء الفترة التي أمضوها في الاعتقال السري".

تدعو الكرامة مرة أخرى السلطات المصرية إلى وضع حد لممارسة الاختفاء القسري، وضمان عدم تعرض أي شخص للاعتقال التعسفي والتعذيب والاحتجاز السري. كما تأمل أن ينتهز المجتمع الدولي فرصة انعقاد الدورة المقبلة للمدرسين مدحت محمد ومجدي حسن في آذار/مارس 2016 لاتخاذ تدابير فورية ضد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي صارت مصر مسرحا لها منذ أكثر من سنتين.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
أو مباشرة على الرقم 08 10 734 22 41 00

آخر تعديل على الجمعة, 04 آذار/مارس 2016 11:31