كما أخطرت المنظمتين الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بشأن اختفاء والده عبد الكريم خضير سلمان الجنابي منذ سنة 2006، بعد القبض عليه من قبل قوات الشرطة العراقية. ولم يستطع أقارب الضحيتين، معرفة مصيرهما وتحديد مكان اعتقالهما، رغم قيامهم بالعديد من المساعي لدى مختلف الإدارات والدوائر الحكومية، ويخشون تعرضهما للتعذيب في معتقلهما السري.

كان ياسر الموظف بمحطة توليد الكهرباء جالسا ببيته، الكائن بالمحمودية ضواحي بغداد، عندما طوقت عناصر من الجيش حيه السكني، وقامت مجموعة مكونة من أربعة رجال مقنعين إضافة إلى مخبر بمداهمة البيت، ثم عليه ألقوا القبض دون إبداء إذن قضائي أو شرح الأسباب، مهددين في نفس الآن أخواته برشاشاتهم بالانتقام إن هن استعملن هواتفهن أو حاولن إخبار أحد.

وأفاد أقارب وجيران الضحية أن الرجال الذين قاموا بهذه العملية ينتمون إلى قوات الجيش الحكومية، بحكم زيهم الرسمي والسيارة من نوع هامر التي كانوا على متنها. وأضافوا أن هذه القوات ألقت القبض يومها على حوالي عشرين شخصا من نفس المنطقة.

اتصلت أسرة ياسر إثر ذلك بوزارة حقوق الإنسان، ووزارة العدل ومحكمة الساعة للسؤال عنه والاطمئنان على مصيره، إلا أن موظفي هذه المصالح الحكومية أبلغوهم بعدم وجوده في سجلاتهم.

قبل ثماني سنوات، وتحديدا في 20 ديسمبر 2006، اختفى والد ياسر المدعو عبد الكريم أسود خضير سلمان الجنابي البالغ من العمر 57 سنة. كانت عقارب الساعة تشير إلى 8 صباحا عندما خرج متوجها إلى عمله، وعلى مستوى دائرة الإطفاء بحي الربيعي بالمحمودية، أوقفته مجموعة من الرجال بملابس مدنية يمتطون سيارات تابعة للشرطة الاتحادية العراقية، ثم اقتادوه إلى مكان مجهول.

ويعتقد أفراد أسرته أن السبب وراء هذا الاختطاف والاختفاء هي الرغبة في إزاحته عن وظيفته كمدير لكهرباء المحمودية، وإسناد هذ المنصب لشخص آخر. ورغم كل مساعي أفراد الأسرة لتحديد مكان اعتقالهما ومعرفة مصيرهما، لا زال ياسر وعبد الكريم إلى اليوم في عداد المفقودين.

وجهت الكرامة وجمعية الوسام نداء إلى اللجنة المعنية بالاختفاء القسري الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بالأمم المتحدة، ملتمسة تدخلهما لدى السلطات العراقية لحثها على الإفصاح عن مصيرهم الرجلين و السماح لأقاربهما بزيارتهما والإفراج الفوري عنهما.