03 آذار/مارس 2011

سوريا: السيد شكو اسماعيل محمد ضحية تعذيب وحشي في أمن الدولة

قدمت الكرامة بتاريخ 15 شباط/فبراير 2011 مراسلة إلى المقرر الخاص المعني بالتعذيب، بخصوص قضية السوري ذي الأثنية الكردية السيد شكو اسماعيل محمد، الذي اعتقل وتعرض للتعذيب في 2007.

ولد السيد محمد في 5 حزيران/يونيو 1971 في مدينة القامشلي، في الجهة الشمالية الشرقية للعاصمة السورية. وهو محرر وكان يعمل في سوريا كرسام، ويمتلك أيضاً متجراً لبيع الأقراص المدمجة. يعيش الآن مع عائلته في لبنان.

اُعتقل السيد محمد لأول مرة في 2 إلى 14 شباط / فبراير 2005، ثم اعتقل مرة أخرى في 22 حزيران/يونيو 2007، بالقرب من منزل أسرته في القامشلي، من قبل عناصر فرع أمن الدولة رقم 279 ، كانوا يرتدون ملابس مدنية.

عندما ألقي القبض عليه، لم يقدم إلى السيد محمد أي مذكرة توقيف، وأُسيئت معاملته بشكل شديد. ثم اقتيد إلى مقر أمن الدولة في القامشلي، حيث احتجز بمعزل عن العالم الخارجي لمدة شهر، وبعد ذلك أفرج عنه في 18 تموز/يوليو 2007 بدون أن يتم توجيه الاتهام إليه أبداً. ولم يسمح لعائلته بزيارته في أي وقت أثناء احتجازه.

خلال احتجازه، تعرض السيد محمد للضرب المبرح والتعذيب. ضُرب بالعصي والقضبان الحديدية. وتعرض للتعذيب بالكهرباء في الأماكن الحساسة من جسمه، الأمر الذي تسبب له في تشوهات دائمة في أعضاء جسمه الحساسة وعجز دائم في يديه. وحرق أيضاً الجانب الأيمن في وجهه بمادة البنزين، ما تسبب في تشويه وجهه.

 

ويبدو أن الغرض من التعذيب كان الضغط على السيد محمد للاعتراف بأنه كان يعمل لزعزعة الأمن الداخلي والتحريض على أعمال التخريب.

وبعد الإفراج عنه، خضع السيد محمد إلى عدة فحوصات طبية في القامشلي ودمشق، آخرها كان في أحد مراكز إعادة التأهيل في لبنان يوم 8 حزيران/يونيو 2010، وقد أرفق تقرير طبي يؤكد ذلك مع المراسلة الموجهة إلى المقرر الأممي.

غادر السيد محمد وعائلته الى لبنان يوم 26 نيسان/أبريل 2008 وذلك خشية أن يتم اعتقاله مرة أخرى، وتسعى العائلة حالياً إلى الحصول على حق اللجوء. مع العلم بأنه بعد مضي يومين من وصول العائلة الى لبنان، داهمت المخابرات السورية منزل عائلة السيد محمد في سوريا من أجل إلقاء القبض عليه. وتعيش عائلته الآن في سوريا في حالة انعدام من الأمن ووضع اقتصادي سيء. ويقول السيد محمد بأنه مهدد حالياً في لبنان من قبل المخابرات السورية عن طريق الهاتف، وهو ملاحق في السيارات من قبل عناصر المخابرات.

في ضوء المعلومات الواردة أعلاه، طلبت الكرامة من المقرر الخاص للتعذيب إثارة هذه القضية مع السلطات السورية وتذكيرها بالتزاماتها بموجب القانون الدولي وذلك بعدم استخدام التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة أو العقاب.

مع العلم بأنّه أثناء استعراض تقرير سوريا من قبل لجنة مناهضة التعذيب في أيار/مايو 2010، أعربت اللجنة عن قلقها إزاء الاستخدام واسع النطاق للتعذيب في سوريا. وأكدت اللجنة أيضا بأنها "تشعر بقلق عميق إزاء التقارير العديدة عن التعذيب وسوء المعاملة، والوفاة في الحجز والاعتقال بمعزل عن العالم الخارجي لأشخاص ينتمون إلى الأقلية الكردية، جزء كبير منهم من عديمي الجنسية، وخاصةً الناشطين السياسيين من أصول كردية".

وطلبت الكرامة أيضاً بإجراء تحقيق فوري ومحايد ومستقل في الادعاءات التي أثيرت في المراسلة، وفقاً لالتزامات سوريا بمقتضى المادة 12 من اتفاقية مناهضة التعذيب. وعلاوة على ذلك، ووفقاً للمادة 7 من الاتفاقية، طلبت الكرامة من الحكومة السورية عرض القضية على سلطاتها المختصة بقصد الملاحقة. وأخيراً، طالبت الكرامة من المقرر الخاص، بأن يطلب من السلطات السورية تقديم تعويضات كافية للضحايا، كما تنص عليه المادة 14 من الاتفاقية.

الجدير ذكره بأن سورية انضمت إلى العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في 21 نيسان/أبريل 1969، واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة في 19 آب/أغسطس 2004.

آخر تعديل على السبت, 05 آذار/مارس 2011 20:17
support us
follow_fb follow_tw follow_yt

NS_AR.png