02 آذار/مارس 2011

سوريا: استمرار الإخفاء القسري للسيد خليوي منذ أكثر من ثلاثين شهراً

اُعتقل المواطن السوري السيد نبيل خليوي من منزله يوم 14آب/ أغسطس 2008 من قبل عناصر من المخابرات العسكرية السورية، ومنذ ذلك الحين انقطعت أخباره، بحيث تجهل عائلته حتى هذه اللحظة مصيره، ومكان اعتقاله والأسباب التي أدت إلى هذا الاعتقال.

مع العلم بأنّ عائلته حاولت مراراً وتكراراً طيلة الأشهر الماضية البحث عن مصيره ومكان احتجازه لدى الأجهزة الأمنية المختلفة في سوريا، غير أنها تلقت أخباراً من عدة مصادر تفيد بوجوده في مركز احتجاز تابع للمخابرات العسكرية يدعى "فرع فلسطين" في دمشق، وهو مركز سيء الصيت، يتعرض فيه المحتجزون وذلك كما أفادت عدة تقارير حقوقية.

في ضوء ذلك كانت الكرامة توجهت بشكوى إلى فريق العمل المعني بحالات الاختفاء القسري في28 تموز/يوليو 2009، طلبت منه التدخل لدى السلطات السورية لكي تفرج عن السيد خليوي أو تضعه تحت حماية القانون.

وفي تقرير الفريق العامل في الاختفاء القسري رقم (A/HRC/13/31) والمقدم في 21 كانون الأول/ديسمبر 2009 إلى مجلس حقوق الإنسان في دورته الثالثة عشر، وردت حالة السيد خليوي في الفقرة رقم 546 من ضمن الحالات المحالة من الفريق العامل إلى الحكومة السورية.

وتناشد منظمة الكرامة السلطات السورية السماح لعائلة السيد نبيل خليوي لمعرفة مصيره وبالتالي زيارته، وتقديمه للمحاكمة أو الامتثال أمام قاض في حال لزم ذلك أو إطلاق سراحه فوراًُ وتعويضه عن الأشهر التي قضاها في الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي.

وتلفت الكرامة إلى أنها سترسل تحديثات بآخر تطورات هذه القضية إلى الفريق العامل المعني بالاختفاء القسري وتطالبه مجدداً في التدخل لدى السلطات السورية لكي تفرج عن السيد خليوي أو تضعه تحت حماية القانون، وبالتالي ضمان توافق ظروف الاحتجاز في السجون مع المعايير التي سنتها مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن، والتي اعتمدت بموجب قرار الجمعية العامة 43/173 في كانون الأول/ ديسمبر 1988.

الجدير بالذكر أنّ سوريا صادقت على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في 21 نيسان/ أبريل 1969، واتفاقية مناهضة التعذيب في 19 آب / أغسطس 2004.

معلومات إضافية

السيد نبيل خليوي من مواليد 1958، كان يقيم مع عائلته في منطقة دير الزور شمال شرق العاصمة السورية دمشق، ويشتغل تقنياً كهربائياً لدى إحدى شركات الاتصالات.

وقد أفادت أسرة السيد خليوي أنه في ليلة 14 آب/ أغسطس 2008، قام العديد من عناصر الاستخبارات العسكرية يرتدون ملابس مدنية، ومجهزين ببنادق هجومية، بمداهمة البيت واعتقال السيد خليوي أثناء النوم، وصادروا حينذاك هاتفه المحمول.

ومُذْ أُلقي عليه القبض، لم تتوصل أسرة السيد خليوي بأي معلومات عنه، ولم يسمح لها بتقديم شكوى بهذا الشأن، كما ان السلطات المسؤولة عن القبض عليه لم تفصح عن مكان احتجازه ولا عن أسباب اعتقاله.

وكانت قد علمت الأسرة وبشكل غير رسمي أن السيد خليوي قد اعتقِل خلال الاسبوعين الأولين في مركز احتجاز تابع للمخابرات العسكرية في دير الزور قبل نقله لاحقاً إلى مركز احتجاز آخر للمخابرات العسكرية في دمشق يعرف باسم فرع فلسطين. وفي نيسان/ أبريل 2009، علمت أسرته وفق بعض المصادر ان السيد خليوي قد سُجِن في الفترة ما بين تشرين الأول / أكتوبر 2008 إلى كانون الثاني / يناير 2009 في هذا الفرع.

ووفق ذات المصادر، كان السيد خليوي يعاني من ألم شديد في الظهر نتيجة الأمراض التي نتجت عن احتجازه، بحيث لم يعد يستطيع الوقوف أو المشي.

ونشير، في هذا الصدد، إلى أن اعتقال السيد خليوي ثم إخفاؤه لا يشكل حالة معزولة، فقد تمت حملة اعتقالات واسعة طالت أشخاصاً في منطقة دير الزور في عام 2008، وألقي القبض خلالها على عشرات من الأشخاص من بينهم السيد خليوي.

 

support us
follow_fb follow_tw follow_yt

NS_AR.png