وفي اليوم التالي، 28 نيسان/ أبريل، على الساعة الثانية عشر ونصف ظهرا، أبلغت عائلة السيد الخامسة من قبل ضابط في مركز الشرطة ببلدة السواني، أن السيد الخامسة قد توفي على إثر إصابته بنوبة قلبية أثناء استجوابه، لكنهم عند مشاهدتهم جثمان السيد الخامسة في مستشفى طرابلس، لاحظ أفراد أسرته علامات التعذيب بادية، تغطي جميع أنحاء جسده، فضلا على أن تقرير تشريح الجثة الصادر يوم ي 29 نيسان/ أبريل 2012، يعزز شكوك العائلة حول ظروف وفاته ويخلص إلى نتيجة مفادها أن السيد الخامسة قد تعرض بالفعل للضرب المبرح المفضي إلى الوفاة.
واللافت للنظر أنه في ظل الوضع السائد حاليا في ليبيا، خاصة في أعقاب الحرب الأهلية سنة 2011، نادرا ما يتم التحقيق مع عناصر هذه الكتائب أو محاسبة كل من تثبت مسؤوليته عن التعذيب أو الإعدام خارج نطاق القضاء، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بأفراد الكتائب (وهي جماعات مسلحة غير حكومية)، كما تجدر الإشارة أنه غالبا ما يتم التعامل حاليا في ليبيا مع العديد من هذه الكتائب باعتبارها قوات أمن حكومية، مما يسمح لأفرادها بالقبض واعتقال الأشخاص، بموافقة تامة من جهاز الشرطة، بما في ذلك احتجازهم في أماكن اعتقال سرية تخضع لإشراف هذه الكتائب.
وفي أطار جهودها الرامية إلى مكافحة الإفلات من العقاب في ليبيا، ذات الصلة بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، وجهت الكرامة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 إلى مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو الإعدام التعسفي، شكوى تتعلق بقضية السيد الخامسة.
وفي هذا الصدد تطالب الكرامة بأن تتخذ السلطات المختصة جميع التدابير اللازمة لكشف الحقيقة حول ما حدث، وذلك من خلال ضمان تحقيق فوري شامل ونزيه في هذه الأحداث.
وللتذكير فإن السيد أحمد عبد الله الخامسة، الذي كان يبلغ 38 عاما لحظة وفاته، هو مواطن ليبي، كان يقيم مع عائلته في قرية الوسط، في الرياينة، الواقعة على بعد 140 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من طرابلس.