ليبيا: قتل وتعذيب عشرات المواطنين على أيدي مليشيات الزنتان
رفعت الكرامة في 15 يونيو 2015 مذكرة إلى المقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لإخطاره بعدة حالات قتل وتعذيب وقعت نهاية سنة 2014. وتوضح هذه الحالات تفشي ممارسة التعذيب بغرض ترهيب السكان ومعاقبتهم والقضاء على جميع الأصوات المناهضة من قبل المليشيات في المناطق التي تسيطر عليها بشكل عام. ويتعلق الأمر في هذا بمليشيات مدينة الزنتان، الموالية لحكومة طبرق المعترف بها دوليا.
مليشيات الزنتان تحتل ككلة
سيطرت مليشيات الزنتان في 10 نوفمبر 2014 على مدينة ككلة الواقعة على بعد حوالي 60 كلم من مدينة الزنتان. وألقت القبض على كل من صادفته في طريقها دون تمييز، لعلمها بولاء سكان المدينة لحكومة طرابلس، وليس لحكومة طبرق المعترف بها دوليا منذ يونيو 2014.
في اليوم الأول للهجوم على مدينة ككلة أعدمت مليشيات الزنتان خارج نطاق القضاء ما لا يقل عن 39 شخصا بالمدينة و ضواحيها. وألقت القبض على العشرات، بعضهم بعدأن أصابتهم بالرصاص بشكل متعمد رغم عدم مشاركتهم في القتال وعدم تشكيلهم أي خطر عليها، ثم نقلتهم على متن سياراتها العسكرية إلى مدينة الزنتان لتحتجزهم مدة شهرين بسجون في مختلف أنحاء المدينة قبل الإفراج عنهم.
احتجاز في السر وتعذيب
بعد إطلاق سراحهم نزح أغلب الضحايا رفقة عائلاتهم إلى طرابلس خوفا من الانتقام، واستطاع متطوعون محليون إفادة الكرامة بشهاداتهم. و طلب جميع الضحايا عدم الكشف عن هوياتهم خشية على حياتهم وسلامة أقربائهم.
كلهم أكدوا تعرضهم للتعذيب القاسي و أشكال مختلفة من المعاملة المهينة واللاإنسانية، وبشكل خاص في سجني المنارة الذي تسيطر عليه الشرطة العسكرية، وسجن العجمي الواقع تحت إمرة العجمي العتري، أحد قادة مليشيات الزنتان، كما عبروا عن حاجتهم للعلاج النفسي لتجاوز الضرر الكبير الذي لحقهم نفسيا وجسديا.
وتوضح شهادات الضحايا أن التعذيب يأخذ عدة أشكال بدءا بتعليقهم إلى آلات رافعة ثم ضربهم بالعصي والأنابيب المطاطية و الأسلاك الكهربايئة، مرورا بشتمهم وكل ما من شأنه أن يهينهم ويحط من كرامتهم. إضافة إلى ذلك كانوا يجبرون على القيام بأعمال لا فائدة منها كبناء حائط وهم يمجدون النظام السابق ثم هدمه فور الانتهاء منه. وكانوا يجردون بعضهم من ملابسهم ويُعَلقونهم في وضعية الدجاج المشوي ثم يضربونهم على جميع أنحاء جسمهم وبشكل خاص الظهر والقدمين.
كان المعتقلون يخرجون إلى ساحة السجن ويتعرضون للضرب الجماعي من قِبَل الحراس، الذين يأمرونهم أيضا بالركض ويلاحقونهم بسيارة مصفحة مهددين من تأخر أو سقط بدهسه، إضافة إلى الدخول عليهم ليلا في زنزاناتهم وإشباعهم ضربا. أحد الضحايا فقد سمعه لمدة ستة أيام نتيجة ضربة تلقاها من أحد الحراس الذين يستعملون القضبان الحديدية، بينما فقد آخر القدرة على المشي والوقوف مدة 16 يوما لدرجة أنه لم يكن قادرا حتى على الذهاب إلى الحمام، و رغم ذلك لم يتلق أي علاج. لم يكتف السجانون بتعذيبهم طيلة شهرين بل احتجزوهم بمعزل عن العالم الخارجي.
دعت الكرامة، بناء على الشهادات التي توصلت بها، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بمسألة التعذيب إلى مطالبة السلطات الليبية المختصة "باجراء تحقيق سريع ونزيه كلما وجدت أسباب معقولة تدعو إلى الاعتقاد بان عملا من أعمال التعذيب قد ارتكب في أى من الاقاليم الخاضعة لولايتها القضائية" ، وتذكيرها أن كونها طرف في الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب منذ 1989 يلزمها بمتابعة المتورطين في هذه الأعمال طبقا للمعايير الدولية.
ويجب التأكيد هنا على أن هذه الحالات ليست معزولة، وأن هذه الممارسات واسعة الانتشار في البلاد. وتقوم الجماعات المسلحة في ربوع كل ليبيا بالقبض على المواطنين واحتجازهم. وبما أن مليشيات الزنتان تتصرف وكأنها القوات النظامية لحكومة طبرق، التمست الكرامة أيضا من المقرر الأممي الخاص المعني بمسألة التعذيب تذكير هذه الأخيرة بواجبها في احترام وضمان حقوق الإنسان والحريات الأساسية في جميع الظروف والأحوال، ووضع حد لكل الانتهاكات بما في ذلك عمليات القبض غير القانونية والاعتقالات التعسفية والتعذيب من قبل جميع الأطراف المشاركة في النزاع.
لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
أو مباشرة على الرقم 08 10 734 22 41 00