رسالة إلى الرئيس الموريتاني لإطلاق سراح معتقلي الرأي
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى فخامة رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية ورئيس الجمهورية الإسلامية الــــموريتانية وفقه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه قد بلغنا ما بدأتم به منذ التغيير الذي حصل في موريتانيا في السنة الماضية وتسعون إلى إكماله من نشر العدالة بين الناس وهذا أمر تشكرون عليه فما خلق الله السماوات والأرض إلا لإقامة العدل وما أرسل الله الرسل وأنزل الكتب إلا للقيام بالعدل كما قال تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } والقسط هو العدل .
ومن الأمور التي تحققت وهي من العدل إطلاق سراح من أطلق سراحهم ممن كانوا مسجونين بغير وجه حق من الإسلاميين وغيرهم وقد بقي مجموعة من العلماء وأئمة المساجد والدعاة في السجن وقد انتظر المحبون للعدل والرافضون للظلم أن يطلق سراح هؤلاء لكن مع الأسف مضت تسعة أشهر مع ما سبقها من شهور كثيرة وهم يئنون وراء قضبان السجون وأطفالهم وأمهاتهم وآباؤهم وزوجاتهم يذرفون الدموع وتتقطع قلوبهم حسرة وألما وقد رأينا الكثير من تصريحات أهالي هؤلاء المسجونين تدمع العين وتدمي القلب وتؤلم الكبد، كما اطلعنا على البيانات المتعددة التي صدرت من المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان والتي تندد وتشجب اعتقال هؤلاء لمجرد أن بعضهم يحمل أفكارا يخالفه فيها غيره ولذا سماهم المرصد ( سجناء رأي )
كما اطلعنا على عدة تصريحات وكتابات لجمع من علماء ودعاة موريتانيا من أمثال :
الشيخ بدّاه بن البوصيري
الشيخ محمد سالم بن عدود
الشيخ محمد محمود الرباني
الشيخ محمد الحسن الددو
وغيرهم يزكون فيه هؤلاء المسجونين ويطالبون بإطلاق سراحهم .
كما اطلعنا على بيان نقابة المحامين الموريتانيين الذين نددوا باستمرار اعتقال هؤلاء المعتقلين دون وجه حق .
ولذا فإنه قياما منا بما أوجبه الله تعالى من النصح لكل مسلم وبالنصح بصفة آكد لمن ولاه الله أمر المسلمين رأينا أن نكتب لكم يا صاحب الفخامة مناشدين ومطالبين بإطلاق سراح هؤلاء المشايخ والدعاة رفعا للظلم وإحقاقا للعدل ، فإننا قد تحرينا عنهم وسألنا عنهم من يعرفونهم فأثنوا عليهم خيرا وخاصة المشايخ :
ـ محمد سيدي النووي
ـ عبد الله بن أمـين
ـ محمد بن أحمد الشاعر
ومن على شاكلتهم فهم مذكورون بالعلم والصلاح والاستقامة فرفع الظلم عنهم رفع له عن أشخاصهم وعن آبائهم وأمهاتهم وأطفالهم وزوجاتهم وعن العلم الذي يحملونه ويدعون إليه ورفع له عن تلامذتهم ومحبيهم .
لذا فإننا نرجو أن تحرصوا كل الحرص يا فخامة الرئيس على أن تلقى الله عز وجل غدا وفي صحيفتك هذه الحسنة العظيمة وهي رفع الظلم عن هؤلاء المظلومين وهذا أملنا فيك وظننا بك فأنت أهل لأن يؤمل فيك الخير ويظن بك العدل والإنصاف والرحمة نسأل الله أن يعينك على القيام بالمسؤولية التي حمّلك الله إياها خير قيام فترفع الظلم وتقيم العدل فإذا رفع الظلم وقام العدل وانتشر صلح أمر البلاد والعباد .
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
27 أبريل 2006
المصدر: الحملة العالمية لمقاومة العدوان