19 أيار 2014

سوريا: تقرير الكرامة؛ اختفاءات وإعدامات واعتقالات تعسفية

نشرت الكرامة بدعم من مؤسسة صندوق حقوق الإنسان النرويجي، تقريرا يسلط الضوء على القمع وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا. وركزت في هذا التقرير على المعاناة التي تعيشها الأسر وضحايا الاختفاءات القسرية ، والإعدامات خارج نطاق القضاء، والاعتقال التعسفي، إضافة إلى التعذيب.


صدرت العديد من التقارير والدراسات التي تتطرق للوضعية في سوريا منذ انطلاق الثورة التي كانت سلمية في بدايتها سنة 2011 . وأعلنت لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا، أن نطاق وحجم جريمة الاختفاءات القسرية قد ترقى إلى مستوى "جريمة ضد الإنسانية". كما تشكل الإعدامات والوفيات بمراكز الاعتقال مصدر قلق كبير، خاصة وأن هذه الجرائم تجري في مناخ من الإفلات التام من العقاب.

يحرم الأشخاص المتابعون بسبب معارضتهم، الفعلية أو المفترضة، للنظام من حقهم الأساسي في محاكمة عادلة نظرا لعدم استقلالية القضاء. ومن الشائع اعتقال المتهمين مدة طويلة قبل تقديمهم لمحاكمات صورية أمام هيئات قضائية استثنائية أو محاكم عسكرية.

لإبراز كل هذه الانتهاكات المنهجية والوضع الحالي في البلاد، قامت الكرامة بتوثيق سبعة حالات نموذجية رفعتها لآليات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان. هذه القضايا للأسف الشديد ليست معزولة، بل يجري توثيق العديد من الحالات المشابهة كل يوم.

تهدف الكرامة، من خلال هذه الأمثلة الحية، إلى التذكير بالواقع الخطير الذي يواجهه كل يوم المعارضون السلميون، والعاملون في الحقل الإنساني والمدافعون عن حقوق الإنسان، أو فقط مواطنون بسطاء بسبب القمع العشوائي الممارس من قبل النظام. وتشير الكرامة أن اللجوء إلى آليات الأمم المتحدة يشكل بالنسبة للضحايا وأسرهم في الغالب الملاذ الأخير.

هذا التقرير شهادة أخرى على المعاناة اليومية للمواطنين، وتأكيد على ضرورة استمرار عملية توثيق الانتهاكات ورفعها إلى الآليات الأممية لإيجاد حل دولي يتناسب مع حجم الأزمة السورية. وأيضا مُساهمةً في تحديد المسؤوليات والمتورطين في هذه الجرائم الجسيمة، المرتكبة خلال هذا النزاع، للعمل على مكافحة إفلاتهم من العقاب.

تعبر الكرامة، أيضا من خلال هذا العمل، عن شكرها وتقديرها لكل أولائك الذين يعملون بشجاعة وبلا كلل، على توثيق هذه الانتهاكات رغم المخاطر التي تتربص بهم.