مداخلة غاني، شاعر فاليزاني من أصل جزائري، في حفل تسليم جائزة الكرامة
![]() غاني، شاعر فاليزاني من أصل جزائري |
أنا حجر في أحشائيَ النار
أنا صوت شعب ملثم مقهور
أنا صوت فتاة في العشرين
سُرق عشيقها لأجل أمن البلاد
أنا قرية جبلية بين أشجار التين والزيتون
أمست حطاما لأجل أمن البلاد
أنا نظرة عجوز مذهلة
تفتش عن اسم ابنها
في قائمة الإرهابيين القتلى
ابنها الحميم الوحيد
الذي قُتل لأجل أمن البلاد
أنا صمت أطفال رجعوا من المدرسة
فوجدوا الأب والأم في بركة من الدماء
لأجل أمن البلاد
أنا حجر في أحشائي النار
فإن أردت نورا
فاضرب بيمينك الحجر
***
أقرأ على مسامعكم الآن مقتطفَين من كتابات الأستاذ عبد النور على يحيى.
المقتطف الأول:
الدفاع عن النفس البشرية، مهما كانت معتقداتها السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الدينية، تلكم هي القضية التي نذرتُ نفسي لها، من أجل أن تنتصب المرأة والرجل المستهانان. واجبي هو العمل والحديث والكتابة وتحمّل المخاطر، لأنّ الذي يبقى صامتا أمام الظلم يصبح شريكا فيه. إنّ الحدثين الذين تميّزت بهما نهاية الألفية الثانية هما عالمية حقوق الإنسان وعدم قابليتها للتجزئة، وهو الشرط الأساسي لتجاوز الخصوصيات الوطنية والمميزات الثقافية.
المقتطف الثاني:
لقد قمتُ مع غيري من المناضلين بتعبيد طريق حقوق الإنسان بإيقاظ الحس وتكوين الوعي واستصراخ الإرادات الطيبة،
![]() |
لأجل أن يعمل كلّ من موقعه، حسب طبعه ومزاجه والمسؤولية الملقاة على عاتقه، وأن يسعى بما أوتي من حساسية وذكاء لخدمة الديمقراطية التي تمثّل، رغم ضخامة المهمة، مصدر القوة والثقة والرضا.
إنّ السبيل التي اخترتها بفخر واعتزاز والتي ألهمت كل حركة من حركاتي اليومية لجعل عملي متوافقا مع قناعاتي، ليست سبيل البغضاء بل هي سبيل السلم والأخوة التي سلكتها بشجاعة وحذر وبعد نظر. ينبغي بذل كل شيء في سبيل القضية التي ندافع عنها، وفي مقدمة ذلك بذل النفس.
يجب توجيه كل الأنظار لأفق الأمل، حيث لا أحد يحني رأسه ولا أحد يثني ركبتيه، حيث يتواجد كلٌّ في موقعه بعزة وكرامة وارتياح للعمل حسب طبعه، والبذل قدر المستطاع.
شكرا على إصغائكم.