17 تشرين1/أكتوير 2012

سوريا: الطالبة راما العساس، ضحية اختفاء قسري منذ 27 آب الماضي

تعرضت الطالبة السورية راما العساس البالغة من العمر 26 عاما، لعملية اختطاف في 27 آب/ أغسطس 2012 من منزلها فيدمشق، ومنذ ذلك الحين، لا يزال مكان وجودها مجهولا بسبب رفض السلطات السورية تقديم أي معلومات عن مصيرها، وبذلك، تعرب الكرامة عن بالغ قلقها بشأن سلامتها البدنية والعقلية، نظرا لاحتمال تعرضها الكبير للتعذيب وسوء معاملة، طالما استمر اختفاؤها القسري.

وقد تميزت راما منذ الساعات الأولى من انطلاقة الانتفاضة السورية في عام 2011، بمشاركتها النشطة في المظاهرات، وفي تقديم المساعدة للأشخاص المحتجزين ولعائلاتهم، فتم القبض عليها في بداية الأمر في 11 نيسان/أبريل 2011 لمشاركتها في تجمع سلمي، وبعد قضائها ليلة واحدة في الحجز، أطلق سراحها في اليوم التالي، ولم يثنيها ذلك عن مواصلة نشاطاتها المختلفة.
وقد أبلِغت الكرامة أن فرع فلسطين في الاستخبارات العسكرية، قام بعد سنة واحدة من القبض على السيدة العساس، بإصدار أمر باعتقالها في نيسان/ أبريل 2012، متهما إياها بدعم الجيش السوري الحر. وفي هذا السياق، تعرض منزلها الواقع في بلدة البرامكة، مرتين لزيارة عناصر تابعين لفرع فلسطين في الاستخبارات العسكرية، في محاولة واضحة منهم لإلقاء القبض عليها، الأمر الذي أجبرها على التواري عن الأنظار.

وبعد مرور أربعة أشهر، في أغسطس 2012، اعتقدت راما أنها في مأمن ويمكنها العودة إلى بيتها، فعادت بالفعل إلى منزلها، إلا أنها، في صباح يوم 27 آب/ أغسطس 2012، وفق ما أفاد به مصدرنا، قدم ثلاثة أشخاص يرتدون الزي الرسمي للقوات المسلحة النظامية السورية، يقودهم ضابط بلباس مدني، فقاموا بطرق أبواب عدة بيوت في المبنى الذي تسكنه راما وعائلتها، وسألوا الأهالي المقيمين بالمبنى عن راما، بحسب الأوصاف التي كانوا يذكرونها والمطابقة لملامحها، وبمجرد أن فتحت النشطة الشابة باب منزلها، تم اختطافها من قبل الأشخاص الأربعة الذين قاموا بمداهمة منزلها، ثم ُشهِدت وهي تقتاد عنوة داخل سيارة مظللة، من قبل نفس الأشخاص.

ومنذ لحظة اعتقالها، لم يتمكن أفراد أسرتها من الحصول على معلومات حول مصيرها ومكان وجودها، مما دفعهم إلى إيداع دعوى لدى الأمن الجنائي في باب المصلي في دمشق، يطلبون فيها معلومات عما حدث، لكنهم لم يتلقوا حتى الآن أية معلومات عن مصيرها ومكان وجودها.

هذا وتفيد مصادر جماعات حقوق الإنسان السورية، أنه قد تعرض ما لا يقل عن 28 ألف شخص لعمليات اختفاء قسري منذ بداية الاحتجاجات قبل 18 شهرا.

وبناء عليه قدمت الكرامة اليوم قضية راما العساس إلى فريق العمل للأمم المتحدة المعني بحالات الاختفاء القسري تلتمس منه التدخل بصفة عاجلة لدى السلطات السورية بشأن وضعها، كما أننا ندعو السلطات السورية إلى احترام حقوق الإنسان الدولية واحترام التزاماتها الإنسانية، وذلك من خلال الإفراج عن السيدة العساس وغيرها من المختفين قسرا الذين يعدون بالآلاف، أو وضعهم تحت حماية القانون فورا.

آخر تعديل على الإثنين, 10 آذار/مارس 2014 11:45