27 تموز/يوليو 2013

مصر: لا يقل عن 100 شخصا قتلوا على أيدي الأجهزة الأمنية في الحملة ضد المعتصمين

يجب على مصر أن تستجيب لطلب الأمم المتحدة لبعثة تقصي الحقائق egy 26072013

في الساعات الأولى من صباح 27 يوليو 2013، قتل ما لا يقل عن 100 متظاهرا على أيدي أجهزة الأمن المصرية في أخطر أعمال عنف منذ الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي قبل ثلاثة أسابيع. وفي رسالة مستعجلة وجهتها اليوم، حثت منظمة الكرامة السيدة نافي بلاي، المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، على اتخاذ جميع التدابير في إطار صلاحياتها وفق القانون الدولي لحماية حقوق الإنسان والمساعدة في منع مزيد من الانتهاكات للحق في الحياة.

و يرى العديد من المحللين القانونيين أن نداء اللواء عبد الفتاح السيسي يوم الأربعاء 25 يوليو،
والذي دعا فيه الشعب المصري لمظاهرات حاشدة في شوارع مصر "لمنحه تفويض لمحاربة الإرهاب والعنف"، بمثابة محاولة للحصول على غطاء شعبي لتبرير قمع أنصار مرسي الذين لا يزالون معتصمين للمطالبة بعودة الرئيس مرسي.

ورغم أن منظمة الكرامة لا تزال تواصل توثيق تفاصيل أحداث الليلة الماضية، وذلك بهدف توصيف مستقل لطبيعة وحجم الجرائم التي ارتكبت،فإن التقارير الأولى تفيد أنه حوالي الساعة الثالثة صباحا اليوم شرعت قوات الشرطة بإطلاق قنابل مسيلة للدموع ثم تبعتها بطلقات كثيفة بالذخيرة الحية ضد المعتصمين المجتمعين حول ميدان رابعة العدوية، مركز اعتصام مؤيدي مرسي منذ 3 يوليو. وتتضارب الإحصاءات الأولى حول عدد القتلى ولكن الراجح أن العدد يفوق الـ 100 قضوا على إثر إصابات بالذخيرة الحية في الرأس والرقبة والصدر.

وبعد سفك الدماء في الليلة الماضية، يبدو واضحا أن النظام المصري تجاهل كلية النداءات المتكررة للسيدة نافي بلاي، المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، من أجل التحلي بالهدوء والتماس طريقة سلمية من جميع الأطراف. وكانت قد أعربت السيدة نافي بلاي بالفعل عن مخاوف جدية حول استهداف المتظاهرين يوم الجمعة، وفي يوم 10 يوليو قد طلبت من السلطات المصرية السماح بدخول بعثة مستقلة لتقصي الحقائق في الأحداث منذ انقلاب يوم 3 يوليو.

وصرح مدير القسم القانوني للكرامة، المحامي رشيد مصلي، أن "الاستخدام المفرط للقوة من جانب الشرطة والجيش الذي استهدف المتظاهرين الموالين لمرسي من جهة وكذلك تقاعس السلطات لوقف العنف بين المتظاهرين من جهة أخرى يظهر الانعدام التام للإرادة السياسية لحماية الحق في الحياة لجميع المصريين". وأضاف "ينبغي على السلطات المصرية الامتثال فورا مع طلب السيدة بيلاي، فضلا عن التزاماتها بموجب القانون الدولي بوضع حد لجميع الاستخدامات المفرطة للعنف من قبل قوات الأمن، والتحقيق في الوفيات المبلغ عنها وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة".

آخر تعديل على السبت, 27 تموز/يوليو 2013 19:01