والسيد عبد الناصر أحمد حسن، من مواليد عام 1968، وهو تاجر فلسطيني مقيم في لبنان، كان قد ألقي عليه القبض في 1 آب/ أغسطس 2003 في بلدة كاره في العراق على أيدي الفرقة الأمريكية رقم 101 التابعة لقوات التحالف، التي اقتادته مباشرة إلى معسكر الاعتقال الكائن في القاعدة الأمريكية الواقعة داخل مطار بغداد الولي، ثم نقل بعد ذلك بثلاثة أيام إلى سجن أبو غريب.

وتجدر الإشارة أن السيد حسن قد تعرض مرارا وتكرارا لعمليات التعذيب من قبل عناصر من القوات الأمريكية، ثم أفرج عنه، في 25 كانون الثاني/ يناير 2004 عندما أدركت الجهات المعنية أنها ألقت عليه القبض عن "طريق الخطأ".

ورغم ذلك، ألقي عليه القبض مرة أخرى، في 18 شباط/ فبراير 2005 على يد القوات الأمريكية نفسها في العراق، واحتجز بدون إجراءات قانونية في سجن بادوش في الموصل قبل نقله تباعا إلى كل من سجن قلعة سوسة في شمال العراق ثم سجن الرصافي، قبل أن يطلق سراحه في 6 آب/ أغسطس 2009. وبعد ذلك بأسبوعين، أي في 22 آب/ أغسطس 2009، تمكن السيد حسن من العودة إلى لبنان بمساعدة من الصليب الأحمر الدولي.

وخلال فترة احتجازه، سواء في سجن أبو غريب أو في أماكن الاحتجاز التي تم نقله إليها تباعا، تعرض السيد حسن لشتى أصناف التعذيب الجسيم وغيره من المعاملة اللاإنسانية والمهينة من قبل عناصر من القوات الأمريكية، وذكر منها على وجه الخصوص، تعرضه للضرب المبرح أمام السجناء الآخرين، والصدمات الكهربائية عدة مرات. كما تعرض، وبطريقة متكررة لأصناف أخرى من التعذيب، من قبيل رش عينيه برذاذ الفلفل، ووضع لثام على رأسه وتم حرمانه من النوم لفترة طويلة، وتعريضه لأشعة الشمس الملتهبة إلى أن أغمى عليه، كما احتجز داخل زنزانات شديدة البرودة، يطلق عليها من قبل الجلادين اسم "كوغار 5" و "كوغار" (6).

وقد تسببت له عمليات التعذيب هذه في مخلفات جسدية وعقلية خطيرة. أما من الناحية الجسدية، فلا يزال يعاني من آلام حاد ومستمر، ناجم عن كسر في كتفه اليمنى وفقدان الكثير من أسنانه نتيجة للضربات التي تلقاها على وجهه ومازال يعاني من ألم في معصمه الأيمن، بفعل تمزق جزئي لعروقه ناجمة عن أثر الأغلال التي حملها لفترة طويلة جدا.

كما يعاني السيد حسن أيضا من صدمة نفسية حادة، بحيث نصحه المختصون باستشارة طبيب نفساني، غير أن حالته المادية المتدنية، لا تسمح له بتلقي العلاج المناسب.

وفي هذا الصدد سجلت لجنة مناهضة التعذيب العديد من الأعمال المماثلة التي ارتكبتها عناصر قوات الاحتلال الأمريكي، كما أدانت اللجنة الولايات المتحدة على "ممارسة التعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة في أفغانستان والعراق من قبل أفراد عسكريين أو مدنيين ينتمون إلى دولة طرف في الاتفاقية. "
CAT/C/USA/CO/2 ، 25.
25 تموز/ يوليو 2006 الفقرة 26

وأشارت اللجنة أيضا إلى سجن أبو غريب، حيث طلبت من الحكومة الأمريكية "تقديم تعليقها على الأنباء التي تفيد بأن التحقيقات الرسمية في مزاعم التعذيب وسوء المعاملة في أفغانستان والعراق، وخاصة في سجن أبو غريب، لم تكن مستقلة تماما.
CAT/C/USA/Q/2.
8 فبراير / شباط 2006، الفقرة. 33