مصر: عبد الله عوض، المعتقل سرا لمدة شهرين، قد تعرض للتعذيب على يد عناصر من مباحث أمن الدولة
في 11 أيلول / سبتمبر 2009، وجهت الكرامة نداءا عاجلا إلى المقرر الخاص المعني بالتعذيب وطلبت منه التدخل لدى السلطات المصرية من أجل ضمان السلامة الجسدية والنفسية للسيد عبد الله عوض.
وكان السيد عبد الله ماهر إبراهيم عوض، المولود في عام 1984 والمقيم في حي الفواخرية في محافظة العريش، شمال سيناء، يزاول دراسته في جامعة الأزهر في القاهرة حتى وقت قريب.
ظروف إلقاء القبض والاعتقال والتعذيب
وتجدر الإشارة أن عناصر مباحث أمن الدولة لم تقدم أي أمر قضائي عندما ألقت القبض على السيد عبد الله عوض في منزله في 25 آذار/ مارس 2009، ونقلته على الفور إلى إحدى المقرات التابعة لها في مدينة نصر، إحدى ضواحي القاهرة الواقعة على بعد حوالي 300 كلم من العريش، حيث احتجز سرا لمدة شهرين. وخلال تلك الفترة، لم تبلغ عائلته قط بخبر القبض عليه ولا بمكان وجوده أو ظروف اعتقاله.
وتعرض عبد الله عوض في مقر مباحث أمن الدولة لعمليات تعذيب خطيرة، كان الهدف منها إرغامه على الإدلاء باعترافات، وكان من جملة ما تعرض له، تلقيه ضربات متكررة على رأسه، وجلد قدميه، وتعليقه في السقف، وإجباره على الوقوف فترات طويلة دون السماح له بالنوم، كما تم سحبه على الأرض مسفات طويلة والرمي به بعنف ليرتطم رأسه على الجدران، فأصبح يعرج في مشيه نتيجة لهذا التعذيب، كما تبين لاحقا أنه قد تشكلت جلطة دموية في دماغه.
ولم تصدر وزارة الداخلية مذكرة رسمية لإلقاء القبض عليه إلا في يوم 25 أيار/ مايو 2009 وتم استنادا إلى ذلك نقله إلى سجن المرج، القاهرة، حيث احتجز في الحبس الانفرادي.
وفي نهاية المطاف، في 2 حزيران 2009، تم إبلاغ أسرته بمكان وجوده. وخلال الزيارات الأربعة التي أجرتها العائلة إلى السجن، لاحظت التدهور المستمر في حالته الصحية: أولا، معاناته من الإرهاق الشديد وإصابته بالعرج؛ ثم أصبح أحول العينين، مع الشعور بالصداع النصفي الشديد. وبحلول نهاية حزيران / يونيو، ظهر بوضوح تشكل ورم في إحدى عينيه.
الإفراج الأخير
وفي 30 حزيران 2009، أمرت المحكمة الجزائية في القاهرة بإطلاق سراحه، غير أن وزارة الداخلية أصدرت على الفور أمرا إداريا لاعتقاله ونقله إلى سجن برج العرب. وفي ضوء ذلك تقدمت أسرة السيد عوض ومحاميه بعدة التماسات، وذلك في الفترة بين 1 و 17 تموز/ يوليو 2009، طلبت فيها بأن يجرى له مسح بالأشعة المقطعية، واستجيب السلطات المعنية لطلبهم أخيرا في 17 تموز 2009 ، فتم نقله إلى المستشفى الجامعي في الإسكندرية لمواصلة العلاج. وكانت نتائج التحاليل قاطعة؛ فأثبتت أن تجلط الدم في دماغه هو الذي كان يسبب ضغطا على العصب البصري، الأمر الذي يتطلب إجراء عملية جراحة عاجلة، فتمت العملية فعلا في 19 تموز 2009.
وعلى نحو لا يصدق، فبعد الانتهاء من العملية الجراحية حاولت سلطات السجن إعادته إلى برج العرب، غير أن الأطباء القائمين على علاجه رفضوا ذلك، وأبقوه في المستشفى الجامعي في الإسكندرية تحت مراقبة أمنية كثيفة إلى غاية إصدار وزارة الداخلية أخيرا أمرا بالإفراج الفعلي عنه في 18 آب 2009.
وللتذكير،
فإن ما تعرض له السيد عبد الله عوض من تعذيب يشكل انتهاكا مباشرا للقانون المحلي بموجب الدستور المصري لعام 1971 ولقانون العقوبات المصري لعام 1973. ويلزم القانون الدولي مصر على احترام الالتزامات التي تعهدت بها عند التصديق على اتفاقية مناهضة التعذيب في 25 مايو 1986.