18 كانون1/ديسمبر 2010

سويسرا: حفل تسليم المالح جائزة الكرامة 2010 للمدافعين عن حقوق الإنسان

جنيف: نظمت مؤسسة الكرامة في جنيف، مساء الجمعة 10 كانون أول/ ديسمبر 2010، حفل تسليم جائزة الكرامة السنوية للمدافعين عن حقوق الإنسان، كانت هذا العام من نصيب الناشط الحقوقي السوري المحامي هيثم المالح، المعتقل حالياً في سجن عدرا بالعاصمة السورية دمشق.

{mgmediabot2}path=media/Award2010ARABIC.flv|image=media/AwardALK2010_AR.jpg|playlist=none|width=480|height=272{/mgmediabot2}

وأُقيم حفل جائزة الكرامة في قصر المؤتمرات الدولية (www.cicg.ch) في مدينة جنيف السويسرية، وتسلّم الجائزة نجل السيد هيثم المالح بالنيابة عن والده، وتُمنح جائزة الكرامة سنويا للمدافعين عن حقوق الإنسان، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وتهدف هذه الجائزة إلى تكريم الشخص أو المؤسسة التي ساهمت إلى حد كبير في حماية وتعزيز حقوق الإنسان في العالم العربي.

ويُعدّ السيد هيثم المالح، واحداً من أبرز المدافعين السورين عن حقوق الإنسان، واختطف في 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2009، خارج مكتبه في العاصمة دمشق، على أيدي عناصر من جهاز أمن الدولة، في أعقاب مقابلة أجراها عن طريق الهاتف مع القناة التلفزيونية للمعارضة السورية بردى ومقرها لندن، حيث انتقد من خلالها بشكل علني، السلطات السورية لقمعها المستمر لحرية التعبير واستخدامها قوانين حالة الطوارئ لتبرير العديد من انتهاكات حقوق الإنسان.

ALK_award_AlNuaimi
رئيس الكرامة الدكتور عبدالرحمن النعيمي

وقال رئيس الكرامة الدكتور عبدالرحمن النعيمي: "نحن اليوم نحتفي بأحد رموز الحرية والكرامة، اختار أن يكرس حياته للدفاع عن قيم الحرية والعدل والحقوق"، معرباً عن أسفه أن يقع هذا المناضل الحقوقي ضحيةً للقمع، وأضاف: "لذلك فإنه حتى هذه اللحظة يدفع ثمن جهوده في الدفاع عن الضحايا والمظلومين".

وتحدث النعيمي عن دواعي تأسيس الكرامة، قائلاً: "قبل حوالي ست سنوات من الآن، كان العديد من ناشطي حقوق الإنسان في منطقتنا العربية يشاهدون يومياً قصصاً مروعة لانتهاكات حقوق الإنسان.. وكانت هذه الانتهاكات تتزايد باستمرار ومعها يزداد عدد الضحايا، بينما المسؤولون عن تلك الانتهاكات ينعمون بالحماية من القانون وينامون قريري العين..".

وتابع: "بدا أن فكرة تأسيس منظمة دولية لمكافحة جرائم الانتهاكات في العالم العربي حاجة ماسة للغاية، ولأنه لم يكن ثمة إمكانية إطلاقاً لوجود هذه المنظمة في أي بلد عربي، فقد اختيرت هذه المدينة الجميلة (جنيف) مقراً لمنظمتنا..".

وقال النعيمي: "اخترنا جنيف مقراً للكرامة، لأنها عاصمة حقوق الإنسان، ولأن سويسرا بلد الحريات والحقوق، ودولة القانون، هذا البلد المعروف بحياده واحترامه لحقوق الإنسان لا يزال يحتل ناصية القلوب، لما يحمل من رصيد كبير في الدفاع عن المدافعين والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، رغم الضغوطات التي يواجهها.. إنه بحق يستحق هذه السمعة الطيبة..".

وأردف: "إننا في مؤسسة الكرامة ندرك أن قيم الحرية والعدل لن تكون ذات معنى ما لم يكن هناك جيش من المناضلين الشرفاء الذين يكرسون حياتهم للدفاع عنها وتجسيدها في واقع الناس".
وأشار إلى أن الكرامة نفسها دفعت ثمن هذا الجهد النبيل، وتعرض العديد من ناشطيها للاعتقال والقمع والمضايقات، مضيفاً: "وبالتالي، كان لابد من تأسيس هذه الجائزة كجزء من الحماية التي تقدمها للمدافعين عن حقوق الإنسان"، باعتبار أنهم، بالفعل، أكثر الناس حاجة إلى حماية قانونية ودولية.

من جانبه، تحدث المدير القانوني للكرامة السيد رشيد مصلي عن الهدف من هذه الجائزة، مشيراً إلى تزامن الإعلان عنها مع الاحتفال باليوم العالمي للمدافعين عن حقوق الإنسان والذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

ALK_award_Mesli
مدير قسم قانوني الكرامة، الاستاذ رشيد مصلي

وقال السيد مصلي: "نريد من الجائزة أن تثمن الأعمال التي يقوم بها الأشخاص المدافعون عن حقوق الإنسان ضد الحكومات الديكتاتورية التي تقمع شعوبها لمجرد البقاء في الحكم".
وأضاف: "في السنة الماضية مُنحت الجائزة للمحامي عبد النور علي يحيى، ونحن الآن نتذكر هذا الرجل بمزيد من الاحترام، لأن الأعمال التي يقوم بها هؤلاء الأشخاص هي التي تؤدي إلى غلبة صوت الحرية".

وأشاد بالشجاعة التي يتمتع بها السيد المالح في الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان برغم الضغوط التي تلقاها، وبرغم ظروفه الصحية الصعبة، مشيراً إلى اعتقاله مرات عديدة من دون أي محاكمات، "وقد قدم مؤخراً أمام محكمة عسكرية في دمشق لمجرد التعبير عن رأيه بحرية، وسحبت عضويته من نقابة المحامين السورية الموالية للنظام".
لكن السيد مصلي أكد بأن صوت المالح البالغ من العمر أكثر من 80 عاماً سوف يتغلب على كل هذه المتاعب، "لقد كرّس حياته للدفاع عن مواطنيه، من دون أي تمييز لانتماءاتهم السياسية أو الاجتماعية".

وفي كلمته، ألمح المدير القانوني للكرامة إلى الجوائز الدولية التي تقلدها المحامي هيثم المالح نظير جهوده في الدفاع عن حقوق الإنسان، معبراً في السياق ذاته عن ارتياحه "للأصوات التي بات يسمع لها في المنطقة العربية في وجه الحكومات الديكتاتوريات الحاكمة"، حد قوله.

كما أشاد بالجهود التي يبذلها المدافعون عن حقوق الإنسان في العالم العربي، معبراً عن تفاؤله أيضا بالدور الكبير للشباب من أجل عالم مليء بالحرية..

ALK_award_IyasANDMaurer
رئيس الاتحاد الدولي للمحامين الاستاذ باسكال مورير والمدير التنفيذي لمؤسسة هيثم المالح

إلى ذلك، أشاد رئيس الاتحاد الدولي للمحامين السيد باسكال مورير بشخصية الجائزة، والتزامه قيم المحاماة، مضيفاً: "كان لي الحظ مع بعض الزملاء في العمل كمحامي منذ 1973، وكان السيد المالح واحداً من المحامين الذين تعرفت عليهم، ويتفانون في الإخلاص لمهنة المحاماة".وألقى السيد إياس المالح نجل السيد هيثم المالح كلمة، عبر فيها عن شكره لمؤسسة الكرامة لقاء هذه اللّفتة الإنسانية الكريمة، كما ثمن كل الجهود التي يقدمها أعضاء الكرامة في كل البلدان العربية.

وقال: "يقبع والدي في زنزانة داخل أحد السجون السرية، وقد احتفل بعيد ميلاده الثمانين في السجن بعيدا عن أطفاله وأحفاده، ليكون أسنّ معتقل في العالم، على ما يبدو، كل ذلك بسبب مواقفه الصلبة في فضح الانتهاكات والدفاع عن المظلومين".

وأضاف بأن النظام الحاكم في بلده ما زال ينتهك حقوق الشعب، وان السيد هيثم المالح ليس والده فحسب وإنما كل السوريين والسوريات، لافتاً إلى المضايقات والانتهاكات التي تعرض لها والده، حيث أُدخل السجن أكثر من مرة، ومنع من السفر خارج البلاد منذ العام 2004.

وتابع: "إنهم كانوا يريدون إسكاته، لكنه في كل مرة كان يخرج من السجن وهو أكثر صلابة"، مؤكداً بأن والده لا يهاب الموت أو السجن.

عقب ذلك عرضت الكرامة فيلماً مصوراً حول شخصية الجائزة، تضمن جوانب من حياة السيد المالح ومواقفه المدافعة عن حقوق الإنسان، وشهادات الآخرين حوله.
يشار إلى أن السيد المالح من مواليد العاصمة السورية دمشق العام 1931، واشتغل محاميا منذ أوائل خمسينات القرن الماضي وأصبح قاضيا في عام 1957 وذلك إلى غاية 1966، وفي عام 2001 أنشأ جمعية حقوق الإنسان في سوريا.

ALK_award_IyasAlMaleh

وقد أمضى السيد المالح العقود الأربعة الماضية في الدفاع عن حقوق السوريين من كافة المستويات الاجتماعية، ومن جميع الانتماءات الأيديولوجية والسياسية، وفي كل منطقة من مناطق البلاد، وقد حصل على جوائز دولية عديدة لقاء عمله في مجال حقوق الإنسان، وتحدث في مناسبات عديدة في الجامعات، والمؤتمرات، وحتى أمام البرلمانات في جميع أنحاء العالم.

وقد تعرض السيد المالح، بسبب طبيعة عمله في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في سورية، للسجن دون محاكمة بل ودون أن توجه إليه أي تهمة، وذلك في الفترة ما بين عامي 1980 و 1987؛ ومثل أمام المحكمة العسكرية على نشره مجلة في عام 2002؛ وسحبت منه رخصة مزاولة عمل المحاماة في عام 2003؛ ومنع مرارا من السفر خارج الوطن ومن إلقاء المحاضرات منذ كانون الثاني/يناير 2004.

آخر تعديل على الثلاثاء, 21 كانون1/ديسمبر 2010 09:23
support us
follow_fb follow_tw follow_yt

NS_AR.png