لا يزال المدافعون عن حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين في جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية مستهدفين من قبل السلطات في المملكة، حيث اتهم رسميا، في 11 حزيران/ يونيو، الدكتور عبد الله الحامد، أستاذ الأدب المعاصر، والمؤسس المشارك في جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية، من قبل المحكمة الابتدائية في الرياض، كما لا يستبعد مواجهة كل من الدكتور محمد القحطاني والدكتور عبد الكريم الخضر، وهما مؤسسان آخران في الجمعية، نقس المصير قريبا جدا.
وللتذكير فقد تم في الأشهر الأخيرة، استدعاء عددا متزايدا من دعاة حقوق الإنسان الذين أدانوا أعمال الحيف التي ارتكبتها السلطات السعودية، حيث يوجد من بين المستدعين بغية استجوابهم، أعضاء مؤسسون في جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية. وعلى غرار الدكتور عبد الله الأحمد، فمن المحتمل جدا أن يخضع أعضاء آخرون في جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية لإجراءات قانونية بسبب أنشطتهم باعتبارهم مدافعين عن حقوق الإنسان.
الدكتور حامد، متهم بـ "زرع بذور الفتنة والشقاق" ...
في 11 حزيران/يونيو، استدعي الدكتور الحامد للمثول أمام المحكمة الابتدائية في الرياض. وقد ترأس الجلسة المفتوحة أمام الجمهور، القاضي حمد العمر، المسؤول عن هذه القضية، في حضور وكيل الملك. ويتضح من جملة التهم الموجهة إلى الدكتور حامد، من قبيل "المساس بالنظام العام"، و"تشويه سمعة المسؤولين في الدولة"، و"تدمير ممتلكات الأمة وإنجازاتها"، و"زرع بذور الفتنة والشقاق" و"التحريض على التحلل من الولاء للملك "، الطابع السياسي للإجراءات المتخذة ضده، مع الإشارة أن عادة ما تستخدم مثل هذه التهم ضد المدافعين عن حقوق الإنسان وضد أي معارض لنظام الحكم قصد ثنيهم عن مواصلة نشاطاتهم.
وقد تم تحديد موعد الجلسة المقبلة للدكتور الحامد يوم أول أيلول/ سبتمبر بعد إصرار محامي الضحية على ضرورة منحه ما يكفي من الوقت لتمكينه من إعداد ملف الدفاع عن موكله.
تحديد تاريخ جلسة الدكتور القحطاني يوم 18 حزيران/ يونيو المقبل
أبلغ الدكتور القحطاني، الذي كان حاضرا في المحكمة بصفته ممثلا قانونيا عن صديقه الناشط الدكتور الحامد، من قبل القاضي حمد العمر " بشكل عابر"، أنه قد تم الشروع في إجراءات قضائية ضده، وطلب منه القاضي، بأن يحدد التاريخ الذي يناسبه للمثول أمام المحكمة لإبلاغه رسما بالتهم الموجهة إليه، فتم الاتفاق على موعد الجلسة مع الدكتور القحطاني في 18 حزيران/يونيو.
هل الدكتور خضر هو العضو القادم في جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية الذي سيمثل أمام المحكمة؟
في الأشهر الأخيرة، خضع الدكتور خضر، وهو أيضا عضو مؤسس في جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية، عدة مرات للاستجواب من قبل السلطات السعودية، ويرجح استدعاؤه هو الآخر، على غرار زملائه، للمثول أمام المحكمة قريبا.
وبناء على ما سلف ذكره، تعرب الكرامة عن مخاوفها من أن تبذل السلطات السعودية قصارى جهدها لإصدار أوامر باعتقال الأعضاء الثلاثة المشاركين في تأسيس جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية، كما يتبين بوضوح من خلال طبيعة التهم الموجهة إلى الدكتور حامد أن ملاحقة واضطهاد الأشخاص الثلاثة، يرتبطان بأنشطتهم كمدافعين عن حقوق الإنسان وعن الحريات الأساسية في المملكة.
ونذكِر في هذا الصدد السلطات السعودية بواجبها القاضي بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان واحترام أنشطتهم. كما تطالب الكرامة بضرورة إسقاط جميع التهم الموجهة إلى الدكتور حامد، وعدم اتخاذ إجراءات قانونية ضد الدكتور القحطاني والخضر، ومتابعة لهذا الملف رفعت الكرامة اليوم قضيتهم إلى المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان لإبلاغه عن وضعهم الراهن.