26 حزيران/يونيو 2014

لبنان: مدفونون احياء

 

اوقفوا تعذيب المهاجرين واللاجئين!

احترموا اتفاقية مناهضة التعذيب

اليوم، 26 يونيو / حزيران، بمناسبة اليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب تطلب منظماتنا من السلطات اللبنانية أن:

1- تغلق فورا مركز الاحتجاز في الأمن العام في العدلية.
2- تتوقّف عن استخدام الاحتجاز الإداري كوسيلة من وسائل التعذيب ضد المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين.
3- تفرج فورا عن أي طالب لجوء أو لاجئ مُحتجَز لسبب وحيد، الا هو دخوله/ دخولها بطريقة غير قانونية.
4- تتوقّف فورا عن ترحيل اللاجئين إلى بلدان قد يتعرّضون فيها لخطر التعذيب.

يتم احتجاز المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين في مكان الاحتجاز لدى الأمن العام بشكل غير قانوني، في موقف للسيارات تحت الأرض حيث لا يرون ابدا ضوء الشمس ويعانون من ظروف احتجاز رهيبة تكون أحيانا لفترات طويلة جدا من الزمن، وذلك بهدف إما معاقبتهم على تركهم صاحب عملهم، أو لدخولهم بصورة غير قانونية الى البلاد، أو لإجبار اللاجئين على قبول ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية.

إن ظروف الاحتجاز من قبل الأمن العام هي بمثابة التعذيب:

وفقا لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة التي صادق عليها لبنان في عام 2000، فإن مصطلح "التعذيب" يعني أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد، جسديا كان أم نفسيا، ويُرتَكَب عمدا ضد شخص ما بقصد الحصول منه أو من شخص ثالث على معلومات أو اعتراف، أو لمعاقبته على عمل ارتكبه هو أو شخص ثالث أو يُشتَبَه في أنه ارتكبه، أو لتخويفه أو إرغامه هو أو أي شخص ثالث أو لأي سبب من الأسباب يقوم على التمييز، عندما يتم التسبب بمثل هذا الألم أو العذاب أو يُحرِّض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص آخر يتصرف بصفته الرسمية.

يعاني الأجانب المحتجزون في مركز الاحتجاز لدى الأمن العام من ظروف بائسة من دون أن يعرفوا المدة المحتملة لاحتجازهم الذي لا يشرف عليه القضاء. على الرغم من النوايا المعلنة من الدولة لتحسين على الاقل ظروف الاحتجاز في المكان لم يحصل أي تغيير حتى الآن. يمثّل هذا للسجناء معاناة نفسية خطيرة جدا مُتَعمَّدة ضدهم من قبل مسؤولي الدولة. هذا هو التعريف عينه للتعذيب.

يتذكّر مُحتَجَز سابق في الأمن العام يوم الإفراج عنه: " سقطتُ على ركبتي أُغطي عيني من أشعة الشمس الساطعة التي لم أرها لمدة 12 شهرا، 12 شهرا! ايمكنك أن تتخيل هذا؟ والهواء النقي". أخذ نفسا عميقا وتابع: "رئتاي تؤلماني. كان الهواء نظيفا جدا". يبتسم ولكن تبدأ دموعه بالانهمار. يومض: "رحلت السعادة عن قلبي". "أخذوها ".

ترحيل اللاجئين يشكل انتهاكا لاتفاقية مناهضة التعذيب:

تنص المادة 3 من اتفاقية مناهضة التعذيب التي صادق عليها لبنان على أنه "لا يجوز لأية دولة أن تطرد أو تعيد أو أن تسلّم شخصا إلى دولة أخرى حيث توجد أسباب حقيقية تدعو إلى الاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرّض للتعذيب(...) على السلطات المختصة أن تأخذ بعين الاعتبار جميع الاعتبارات ذات الصلة، بما في ذلك، عند الاقتضاء، وجود في الدولة المعنية نمط ثابت من الانتهاكات الجسيمة أو الصارخة أو الجماعية لحقوق الإنسان".

ومع ذلك، تسمع منظماتنا بانتظام عن لاجئين يتم ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية على الرغم من وضعهم كلاجئين الممنوح لهم من المفوضية العليا للاجئين أو على الرغم من واقع أنهم يأتون من سوريا حيث يتعرّضون لخطر التعذيب والاختفاء القسري أو الإعدام السريع.

"أفضل أن أموت تحت هذا الجسر على العودة إلى بلدي. لقد كنت ميتا حيا لمدة 6 أشهر ولكنني أعلم الآن أنه إذا أستسلمت ووقّعت للعودة إلى وطني فسيتم اعتقالي في أقرب وقت بعد وصولي إلى المطار. سيتم طرحي في السجن وتعذيبي. قد أموت في بلدي تحت التعذيب أو اقضي بقية حياتي وراء القضبان. أنا عضو في المعارضة هناك ولهذا السبب منحتني المفوضية العليا للاجئين وضع لاجئ " يقول أحد اللاجئين المُحتَجَزين في مركز الاحتجاز لدى الأمن العام.

سيُعقد في 18 تموز- اليوم الدولي لنيلسون مانديلا- اعتصام تضامني مع الموقوفين أمام مركز اعتقال الامن العام.

الموقعون:
المركز اللبناني لحقوق الإنسان.
حركة مناهضة العنصرية.
نسوية.
اكات - فرنسا
الكرامة لحقوق الإنسان

support us
follow_fb follow_tw follow_yt

NS_AR.png