09 أيلول/سبتمبر 2014

عمان: إطلاق سراح اليمني عبدالرحمن سالم بعد 250 يوماً من الاحتجاز التعسفي

عبد الرحمن علي سالم عبد الرحمن علي سالم

أطلق أخيراً سراح المواطن اليمني عبد الرحمن علي سالم بعد 250 يوماً من الإخفاء القسري في سلطنة عمان، تعرض خلالها للتعذيب وسوء المعاملة خلال تنقله في ثلاثة سجون عمانية.

ووصل الشاب عبدالرحمن سالم إلى اليمن في 30 يونيو الماضي 2014، غير أن السلطات اليمنية لم تسلمه لأسرته إلا مساء السبت 6 سبتمبر، وفور إطلاقه زار مكتب الكرامة بصنعاء وأدلى بشهادته عن تفاصيل احتجازه وإخفائه القسري في سلطنة عمان وتعرضه للتعذيب وسوء المعاملة.

وكانت قضية السيد عبدالرحمن سالم إلى الفريق العامل الأممي المعني بالاختفاء القسري في تأريخ 17 حزيران/يونيو 2014، في حين كان قد جرى توقيفه في 27 ديسمبر 2013 بنقطة أمنية بثمريت بمحافظة الظفار بعمان، بينما كان متوجها إلى دبي رفقة مواطن يمني آخر ثم نقلا إلى مكان مجهول.

وعبرت الكرامة في مراسلتها إلى الفريق الأممي عن قلقها بشأن مصير وسلامة السيد عبد الرحمن النفسية والجسدية خاصة وأن الاحتجاز السري يُسهل ممارسة التعذيب. والتمست تدخله لدى السلطات العمانية ومطالبتها بالإفصاح عن مصير السيد عبد الرحمن والإفراج عنه، وفي كل الأحوال وضعه تحت حماية القانون.

وكان السيد عبد الرحمن، البالغ من العمر 19 سنة، يقيم بدولة الإمارات. ويعمل في مجال استيراد وتصدير السيارات بدبي. وكان يعبر باستمرار سلطنة عمان كلما أراد التوجه لزيارة عائلته باليمن.

وفور اختفائه قسرياً في سلطنة عمان، قامت أسرته، التي انقطعت عنها أخباره، بالعديد من الإجراءات لدى السلطات العمانية لمعرفة مكان وأسباب اعتقاله، لكن هذه الأخيرة لم تقدم لهم أية تفاصيل عنه بل ولم تعترف باعتقاله.

لبثت الأسرة المنكوبة بلا أخبار عنه لغاية أبريل 2014، لتعلم من رفيقه في السفر، الذي أفرج عنه بعد اعتقال في السر دام 4 أشهر، أن عبد الرحمن معتقل لدى المخابرات العمانية.

وفي شهادته لمنظمة الكرامة، أفاد السيد عبدالرحمن، الذي لا تزال آثار القيود واضحة على يديه وقدميه، بأنه احتجز في زنازين انفرادية طيلة مدة الاحتجاز، وتنقل في ثلاثة سجون، لم يتسنّ له معرفة أماكنها. تعرض داخل تلك السجون للصفع على الوجه من طرف المحققين، والضرب بهراوات في أجزاء مختلفة من جسده، وحرمانه من النوم لساعات طويلة، وإجباره على الوقوف لمدة 16 ساعة متواصلة أثناء الاستجواب، بالإضافة إلى أشكال أخرى من التعذيب النفسي والمعنوي. وقال إنه تعاقب على استجوابه أكثر من 35 محققاً أمنياً، في محاولة لانتزاع أي اعترافات منه تحت الإكراه حول ما إذا كان لديه علاقة بأشخاص أو تنظيمات "إرهابية".

ويعاني الشاب عبدالرحمن من آلام في الصدر، يقول إنها بدأت هذه الآلام داخل السجون العمانية، وأنها نتيجة الضغط النفسي الناجم عن إهانته والإرهاب النفسي الذي تعرض له داخل السجون العمانية"

إن منظمة الكرامة إذ تعبر عن أسفها لاستمرار السلطات العمانية في انتهاك حقوق الإنسان على هذا النحو، فإنها تجدد التذكير بأن الاعتقال في السر وممارسة التعذيب انتهاك خطير للحقوق الأساسية للضحايا وحرمان لهم من حماية القانون. كما أن احتجاز أشخاص في أماكن سرية وعدم الإفصاح عن مصيرهم إحدى جرائم حقوق الإنسان الجسيمة، وتعدّ تعذيباً وسوء معاملة ليس للشخص المختفي فحسب بل لعائلته ولمجتمعه، وقد تعرض مقترفيها للمساءلة.

آخر تعديل على الثلاثاء, 16 أيلول/سبتمبر 2014 21:22
support us
follow_fb follow_tw follow_yt

NS_AR.png