السودان: اعتقال 34 سيدة نوبية داخل معسكر أمني منذ نوفمبر الماضي ومخاوف من تعرضهن للتعذيب
تعرب مؤسسة الكرامة عن بالغ قلقها من استمرار احتجاز 34 سيدة سودانية _على الأقل_ داخل أحد المعسكرات السودانية التابعة للجيش منذ نوفمبر الماضي وحتى الان، خاصة أن السلطات لم تجري معهن أي تحقيقات رسمية أو توجه لهن أي اتهام كما لم تعلن أسباب احتجازهن رغم مضي أكثر من ثلاثة أشهر على اعتقالهن.
ويعظم من قلق الكرامة ما وردها من معلومات حول نقل إحدى المعتقلات وتدعى السيدة خديجة محمد بدر إلى مستشفى الخرطوم العام في فبراير الماضي مصابة بكسرفي عظام الصدر وإصابة في العمود الفقري، وهو ما يشير الى صحة المعلومات التي تتردد في الأوساط الحقوقية السودانية حول تعرض المعتقلات للتعذيب، خاصة مع إضراب المعتقلات في ديسمبر من العام الماضي عن الطعام داخل القاعدة العسكرية بكادوقلي احتجاجا على التعذيب وسوء المعاملة والحرمان من الزيارات العائلية.
وحصل باحثو الكرامة على أسماء 34 من السيدات المعتقلات والممنوعات من حقهن في التواصل مع ذويهم ومحاموهم، وحقهن في الدفاع عن أنفسهن فيما يوجه إليهن من اتهامات حيث لم توجه لهن اتهامات واكتفت السلطات باحتجازهن في القاعدة العسكرية بكادوقلي، وتشير المعلومات إلى أن معظم المعتقلات من النوبيات وهن معلمات وموظفات في الخدمة المدنية وربات بيوت.
وتواجه قضية المعتقلات النوبيات تعتيما شديدا من قبل السلطات السودانية، كما أن ذوو بعض المعتقلات والنشطاء والمحامون الذين توصلت إليهم الكرامة أبدوا تخوفا من بطش السلطات السودانية بهم في حال أدلوا بأي معلومات حول القضية.
وتطالب الكرامة السلطات السودانية باحترام حقوق المواطنين وعدم الجور عليها بدعوى أن المنطقة التى تنتمى إليها المعتقلات تشهد نزاعا مسلحا، و إخلاء سيبل المعتقلات أو الإسراع بتوجيه الاتهامات لهن والتحقيق معهن بشكل رسمي مع تمكينهن من حقهن في الدفاع عن أنفسهن والتواصل مع محامييهن.
كما تشير الكرامة إلى أنها ستقدم ما لديها من معلومات إلى أليات الأمم المتحدة والمقرر الخاص المعنى بالاعتقال التعسفي والتعذيب لمطالبته بالتدخل لدى السلطات السودانية لضمان سلامة المعتقلات وحصولهن على محاكمة عادلة أو إنهاء اعتقالهن.