26 شباط/فبراير 2010

الجزائر: مالك مجنون يدخل في إضراب عن الطعام، كآخر سبيل يلجأ إليه ليتم محاكمته بعد أكثر من 10 سنوات من الاحتجاز الوقائي

أكثر من 10 سنوات بعد اختطافه قرب منزله في تيزي وزو ، على يد مصالح الاستخبارات الجزائرية التابعة لمديرية الاستعلامات والأمن (دي ار اس)، لا يزال مالك مجنون محتجزا في الحبس الاحتياطي في انتظار المحاكمة. وقد باشر منذ 25 شباط/فبراير 2010 إضرابا عن الطعام لأجل غير مسمى، كسبيل أخير من سبل الاحتجاج ليتم تقديمه أمام العدالة.

ويجدر التذكير بأن مالك مجنون متهم بالتواطؤ في عملية اغتيال المطرب لوناس معطوب، في حزيران عام 1998، الأمر الذي ما فتئ ينفي ضلوعه فيه. وبعد تعرضه لعملية اختطاف بالقرب من منزله في تيزي وزو، في 28 أيلول/ سبتمبر 1999 من قبل عناصر مديرية الاستعلام والأمن، ظل رهن الاعتقال السري في ثكنة "عنتر" ببن عكنون (الجزائر العاصمة)، الخاضعة لإشراف مديرية الاستعلام والأمن. وخلال هذه الأشهر الثمانية من الاعتقال تعرض لشتى أصناف التعذيب والحشي، استخدمت أثناءه كافة التقنيات التي عادة ما يلجأ إليها هذا الجهاز ( منها أسلوب الشفون، وهو عبارة عن وضع قطعة من القماش داخل فم الضحية مع سكب كميات من الماء بغية إحداث شعور لدى الضحية بالخنق، هذا إلى جانب الصعق بالكهرباء وما إلى ذلك). ولدى تقديمه أمام محكمة الجنايات في تيزي وزو بتاريخ 05 أيار/ مايو 2001، تم تأجيل قضيته إلى أجل غير مسمى.

وكان شقيق مالك قد حصل على تأكيد من رئيس المحكمة، بأن يتم البث في هذه القضية خلال الدورة السابقة في كانون الأول/ ديسمبر 2009، وهو ما لم يحدث للأسف. وأمام هذا الظلم الصارخ الذي يواجهه السيد مجنون، لم يجد سبيلا آخرا سوى الشروع في إضراب عن الطعام.

ونذكر في هذا الصدد أن حالة السيد مالك مجنون، وما يتعرض له من انتهاك لحقوقه الأساسية، قد تم تقديمها إلى لجنة حقوق الإنسان الأممية في 11 حزيران/ يونيو 2004، وقد أصدرت هذه اللجنة قرارها بشأن هذه الشكوى، في 14 تموز/ يوليو 2006. وفي ختام نتائجها، أقرت اللجنة الأممية بمشروعية جميع الطلبات المرفوعة إليها، وحثت السلطات الجزائرية على القيام بما يلي:

"ضرورة عرض مالك مجنون فورا أمام قاض ليتمكن من الرد على التهم الموجهة إليه أو الإفراج عنه، هذا بالإضافة إلى إجراء تحقيق كامل وشامل حول عملية اعتقاله سرا والمعاملة التي عانى منها منذ اختطافه في 28 أيلول/ سبتمبر 1999 وملاحقة قضائيا المسؤولين عن ارتكاب هذه الانتهاكات ".

وكانت الحكومة الجزائرية، أثناء هذا لإجراء، أبلغت لجنة حقوق الإنسان في رسالة مؤرخة في 28 كانون الأول/ ديسمبر 2004 "أن القضية سوف تعرض قريبا أمام المحكمة الجنائية في تيزي وزو ليتم البث فيها".

وعلى الرغم من هذه الالتزامات التي قطعتها الحكومة الجزائرية على نفسها والنتائج التي خلصت إليها اللجنة، لا يزال السيد مجنون ينتظر محاكمته. والملفت للنظر أنه لا توجد إلى يومنا هذا، سابقة واحدة في الجزائر لحالة من حالات الحبس الاحتياطي تجاوزت عتبة العشر سنوات. وإن الأمر يتعلق بانتهاك خطير لالتزامات الجزائر المتصلة بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي يحظر الاعتقال التعسفي، والذي ينص على ضرورة محاكمة أي شخص، دون تأخير لا مبرر له.

وبناء على ما سلف ذكره، تقوم الكرامة اليوم بمراسلة لجنة حقوق الإنسان لتذكيرها بأن السلطات الجزائرية، على الرغم من التزاماتها، لم تستجيب حتى الآن لتوصيات اللجنة، كما تلتمس الكرامة من اللجنة التدخل مرة أخرى، لتجد هذه القضية حلا لها بشكل نهائي.

آخر تعديل على الأحد, 23 أيلول/سبتمبر 2012 21:25

الجزائر - آليات حقوق الإنسان

العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPR)

المصادقة: 12 سبتمبر 1998

البروتوكول الاختياري الأول (OPCCPR1) الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بشأن تقديم شكاوي من قبل الأفراد

المصادقة: 12 سبتمبر 1998
التقرير الحكومي مرتقب منذ 1 نوفمبر 2011 (التقرير الرابع)
الملاحظات الختامية 12 ديسمبر 2007
قدمت الكرامة تقرير متابعة في 5 نوفمبر 2011 (PDF)

اتفاقية مناهضة التعذيب (CAT)

المصادقة: 12سبتمبر 1989
البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب (OPCAT): لا
المادة 20 (تحقيق سرى): نعم
المادة 22 شكاوى فردية): نعم
التقرير الحكومي مرتقب منذ: 20 يونيو 2008 (التقرير الرابع)
الملاحظات الختامية: 16 مايو 2008

الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري (CED)

التوقيع: 6 فبراير 2007

المراجعة الدورية الشاملة (UPR)

الاستعراض الأخير: مايو 2012 (الدورة الثانية)
الاستعراض المقبل: لم يعلن عنه بعد

المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان (NHRI)

اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان وحمايتها (CNCPPDH) تصنيف ب