30 كانون1/ديسمبر 2014

تونس: محمد الفرشيشي ضحية أخرى للتعذيب والإهمال الطبي

ناشدت الكرامة في 19 ديسمبر 2014 التدخل العاجل لمقرر الخاص المعني بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية لدى السلطات التونسية بشأن قضية السيد محمد الفرشيشي الذي اعتقل وتعرض للتعذيب إلى أن ساءت حالته الصحية، ورغم ذلك لا زال دون علاج إلى اليوم.

تلقى السيد محمد الفرشيشي في 28 أكتوبر 2014 مكالمة هاتفية من أخته تخبره فيها أن السلطات الأمنية قبضت على أحد إخوته، وأنها مستعدة للإفراج عنه إن هو سلم نفسه.
فتوجه بعد يومين إلى مقر الشرطة حيث قامت عناصر من فرقة مكافحة الإرهاب بإلقاء القبض عليه، ونقله إلى مقر الوحدة الوطنية لمكافحة الإرهاب بالقرجاني بتونس. وجهت له تهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية وحيازة أسلحة، استنادا على اعترافات متهم آخر تراجع فيما بعد عن أقواله أمام القاضي موضحا أن تصريحاته انتزعت منه تحت التعذيب.

أفاد الفرشيشي أنه تعرض للتعذيب بالركل واللكم على مختلف أنحاء جسمه و الخنق والربط في وضعيات مؤلمة كـ "الدجاجة" و غيرها، والصعق بالكهرباء والحرق والجلد والتحرش الجنسي بهدف انتزاع اعترافاته. وأضاف نه نقل في 3 نوفمبر 2014 بشكل عاجل إلى مستشفى الحبيب ثامر بعد أن ساءت حالته الصحية جراء أعمال التعذيب التي خلفت جروحا بليغة وتعفنا على مستوى الساق اليسرى، و انتفاخا و جروحا على مستوى المعصمين و الكتف و الظهر.

وأشار الطبيب في تقريره إلى علامات العنف والجروح والرضوض الخطيرة التي يحملها جسم الضحية، ورغم ذلك حرم من العلاج وأعيد إلى مقر الأمن ليستمر تعذيبه من جديد.
اضطر الفرشيشي، بعد أن أنهكه التعذيب والاعتقال في السر بمركز الأمن لمدة ستة أيام، إلى الرضوخ لرغبة المحققين، ووقع على محضر اعترافاته دون الاطلاع عليها. ثم أحيل على قاضي التحقيق بمحكمة تونس في غياب محاميه. ورغم ملاحظة هذا الأخير لآثار التعذيب البادية على الضحية والحالة المزرية التي كان عليها، ونفيه للاتهامات المدونة في محضر اعترافاته، أمر بوضعه رهن الاعتقال بسجن المرناقية.

اطلعت أسرته على تدهور حالته الصحية، وطالبت محاميته باستفادته من العلاج الضروري والمناسب على وجه السرعة. عرض في 11 نوفمبر 2014 على طبيب السجن، الذي خلص إلى نفس استنتاجات زميله بمستشفة الحبيب ثامر، ورغم ذلك بقي بدون علاج إلى أن تدخلت منظمة الصليب الأحمر الدولية.

لم يكن العلاج كافيا خاصة وأنه يحتاج إلى عملية جراحية عاجلة وصفها طبيب المركز السجني. وتتخوف أسرته من الاثار المستديمة التي قد يخلفها الإهمال الطبي وعدم استفادته من الرعاية الطبية في أقرب الآجال.

التمست الكرامة تدخل آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لدى السلطات التونسية لمطالبتها بتقديم العلاج الضروري للسيد الفرشيشي. وأوضحت أن السلطات تتذرع بمكافحة الإرهاب للاستمرار في الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان، وهو ما دفع بها لدعوة اللجنة الفرعية للجنة مناهضة التعذيب للقيام بزيارة لتونس.

وتعتبر حالة الفرشيشي من القضايا القليلة التي استطاع فيها المحامون الحصول على تقارير طبية تخص متهما تعرض للتعذيب، لكن الملاحظ أن السلطات لا تأخذها بعين الاعتبار، ولا توفر العلاج الضروري للضحايا ولا تفتح تحقيقات في ادعاءات التعرض للتعذيب ولا تعاقب المتورطين.

 

لمزيد من المعلومات

الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
أو مباشرة على الرقم 0041227341007 ـ تحويلة 810