25 أيار 2008

السَّعوديَّة: اعتقال السَّيِّد فيصل الماجد تعسُّفًا منذ 8 أشهُر بعد ترحيله من الكويت

توجهت الكرامة في 24 أيار / مايو 2008 بشكوى إلى فريق العامل المعني بالاعتقال التعسفي تلتمس منه التدخل في قضية السيد فيصل الماجد، الذي ألقي عليه القبض في الكويت في 30 أيلول / سبتمبر 2007 والمعتقل منذ ذلك الحين في المملكة العربية السعودية. وكان قد أُلقِيَ القبضُ على شقيقه طلال في عام 2002 في قطر وسُلِم هو أيضا إلى السلطات السعودية التي تعتقله تعسُّفا منذ ما يناهز ست سنوات.

والسََّيِّد فيصل نجم عبد الله الماجد من مواليد 31 آب / أغسطس 1978، متزوج وأب لطفل واحد، يقيم مع أسرته في مدينة الكويت حيث يعمل في إحدى المنظمات الإنسانية ويحمل الجنسية السَّعوديَّة. وقد أُلقي عليه القبض في منزله في 30 أيلول / سبتمبر 2007 في السَّاعة الثَّامنة ليلا من قبل عناصر من مصالح أمن الدولة الكويتيَّة. وكان هؤلاء الأعوان، البالغ عددهم حوالي الأربعين نفرا، هدَّدوا أفراد أسرة الماجد بالسِّلاح وقام أحدهم بتسديد فوهة مسدَّسه على صدغ إحدى النِّساء المتواجدات بالمكان بسبب احتجاجها على استخدام العنف المجَّاني المفرط غير المبرَّر.

وقاموا فور ذلك بتقييد يدي السَّيِّد الماجد و عصبوا عينيه ثم فتَّشوا المكان وصادروا وثائقَهُ وجهاز الحاسوب الشخصي. وحسب أفراد الأسرة المتواجدين حينذاك لم يستظهر أعوان الأمن بالأمر قضائي بالإيقاف كما أنهم لم يبلغوه بأسباب هذا الاعتقال.

ثم اقتِيدَ فيصل الماجد إلى مقرِّ مصالح أمن الدولة الكويتية، حيث خضع لاستجواب دام ثلاث ساعات نُقِل على إثرها، على متن سيارة، إلى مركز الحدود "الخرجي" الواقع على الحدود مع العربية السعودية، أين تم تسليمه إلى مصالح الاستعلامات السعودية، لينقل بعد ذلك على متن سيارة إلى الدَّمَّام حيث بقي معتقلا سرا لأكثر من أسبوع في مركز الاعتقال التابع للمخابرات.

وتعرض فيصل لسوء المعاملة فور وصوله إلى هذا المركز إذ قام المسؤولون بحلق شعر رأسه تماما وحُرِم بشكل كلي من الطعام طوال هذه الفترة، وظل طيلة هذه المدة معصوب العينين في زنزانة شديدة البرودة مقيد اليدين والرجلين.

ثم نُقِل بعد ذلك إلى مركز الاعتقال "الحائر" القريب من العاصمة الرياض، حيث يقي هناك معتقلا في السر لمدة ستة أشهر في إحدى الزنزانات الضيقة في عزلة تامة عن العالم الخارجي، لم تعلم أسرته خلالها أي شيء عن مصيره.

وأُخِذَ عليه انتقادُهُ للسلطات السعودية في بعض المواقع على الانترنت خلال هذه التحقيقات. وقد استُجوِبَ أيضا بشأن المساعي التي قام بها لدى المنظمات غير الحكومية العربية لإحاطتها علما بقضية شقيقه طلال المعتقل منذ ما يقرب من سِتَّةِ أعوام، كما اتهم بتزويد المنظمات غير الحكومية عن طريق شبكة الانترنت بمعلوماتٍ عن انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة. غير أنه لم يُعرَض أمام قاضٍ أو أي هيئة فضائية أخرى لكي توجه إليه تهمة بشكل قانوني أو لإبلاغه بأنه محل متابعة جنائية قضائية.

و انتظرت عائلته ستة أشهر لتحصل على أوَّلِ اتِّصال رسمي حيث تمكَّن فيصل في بداية شهر أيار / أبريل 2008 ليتمكن ولأوَّلِ مرَّة من التَّحَدُّثِ هاتفيًّا مع والدته في الكويت وإبلاغها بأنه محتجز في سجن الحائر، وبأنَّ سلطات السِّجنِ سمحت له بتلقِّي الزِّيارات العائليَّة.

وتجدُرُ الإِشارة إلى أنَّ جميع الوقائع التي أفادت بها والدته والتي تم إدراجها في هذا البيان قد علمت بها خلال تلك الزيارة.

وقد قامت والدته بمساعي عديدة قصد توكيل محام يتولى قضيته بعد هذه الزيارة، كما وقامت بزيارة لمصالح وزارة الداخلية لمعرفة أسباب اعتقاله، وللاطِّلاع على سبب رفض تقديمه على القضاء لمحاكمته إذا كان مُتَّهَمًا بارتكاب أعمالٍ تُعاقبُ عليها العدالة غير أن جميع هذه المساعي بآت بالفشل.

وبذلك يكون السيد فيصل الماجد معتقلا دون إجراءات قانونية منذ ثمانية أشهُر لمجرَّدِ إبلاغِهِ عن حالات انتهاك حقوق الإنسان والتَّعبيرِ عن أرائه السِّياسيَّة من خلال شبكة الانترنت، وتبعا لذلك وفي هذه الظروف وبدون أدنى شكٍّ فإِنَّ حرمانَهُ من الحرِّية يكونُ حِرمانًا تَعَسُّفِيًّا.

support us
follow_fb follow_tw follow_yt

NS_AR.png