04 شباط/فبراير 2010

اليمن: المدافع عن حقوق الإنسان، معمر العبدلي، يواجه خطر محاكمة جائرة

وجهت الكرامة نداء عاجلا اليوم، إلى المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان، تخص قضية السيد معمر العبدلي، الذي ألقي عليه القبض للمرة الثانية في 13 تموز/ يوليو 2009 في فندق في عدن، على أيدي عناصر من مصالح الاستخبارات اليمنية.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها هذا المناضل الذي ينشط في مجال حقوق الإنسان منذ 36 عاما، لعمليات إلقاء القبض، والاختطاف والاعتقال بصورة تعسفية من قبل مصالح المخابرات اليمنية. وسبق أن قدمت الكرامة قضيته إلى الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة في حزيران / يونيو 2007، كان قد تعرض في تلك الأثناء للاعتقال السري لمدة 75 يوما، في الفترة بين أيار / مايو وآب / أغسطس 2007، بتهمة التعاطف مع حركة الحوثي.

وكان قد جرى ذلك بعيد ظهر يوم 14 تموز/ يوليو عام 2009 عندما قام عناصر من الأمن القومي، يرافقهم أفراد من الجيش، بمداهمة منزله، فتم احتجاز زوجته وأولاده رهائن لمدة سبع ساعات داخل إحدى غرف البيت، بينما قام ضباط آخرون بتفتيش المبنى ونهب ما بداخله، وانتهت هذه المداهمة بمصادرة جميع ممتلكات الضحية.

ثم اختفى السيد معمر العبدلي في أعقاب ذلك، طيلة أربعة أشهر، ولم يتمكن أفراد أسرته من الحصول على أية معلومات عن مكان وجوده ولا عن سبب اعتقاله. وعلى الرغم من قيامها بالعديد من الإجراءات القانونية لدى المدعي العام ومصالح الأمن القومي، لم تحصل الأسرة على أي معلومة من قبل هذه الجهات في أي وقت من الأوقات - باعتبار أن المسؤولين رفضوا الاعتراف باحتجازه. وفي ضوء ذلك قامت المنظمة غير الحكومية اليمنية "هود"، في محاولة منها لمساعدة الأسرة، بمراسلة النائب العام، الدكتور العلفي ورئيس جهاز الأمن السياسي اللواء القمش، لكن دون جدوى.

وكان لا بد من انتظار تاريخ 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2009 لتتمكن أسرته في نهاية المطاف من زيارته، للمرة الأولى، في سجن الأمن السياسي في صنعاء، حيث كان قد نُقِل إليه في اليوم نفسه، والذي لا يزال معتقلا فيه إلى يومنا هذا، كما تمكن أقاربه من معرفة أن مصالح الأمني أبقته رهن الاعتقال السري بعد القبض عليه.

وفي هذا الصدد تعرب عائلة الضحية عن بالغ قلقها بشان حالته الصحية، خاصة وأنها لاحظت خلال زيارته الأخيرة في كانون الأول 2009، أنه كان باديا على معمر العبدلي علامات الوهن الشديد وأنه كان يعاني من التهاب حاد في الصدر، بالإضافة إلى حمله إشارات واضحة على تعرضه للتعذيب أثناء احتجازه.

وتجدر الإشارة أنه لم تتخذ أية إجراءات قانونية بحقه منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي عندما تم مثوله للمرة الأولى أمام المدعي العام لمحكمة أمن الدولة. كما تتوجس الكرامة خيفة من أن يتعرض معمر العبدلي لمحاكمة غير عادلة، بحيث يحاكم على أساس اتهامات ملفقة واعترافات انتزعت منه تحت التعذيب.

وليس هناك أدنى شك في أن الحكومة اليمنية قد استهدفت معمر العبدلي بسبب عزيمته التي لا تعرف الكلل في الدفاع عن سجناء الرأي في اليمن وتنديده المستمر لانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل السلطات اليمنية.

support us
follow_fb follow_tw follow_yt

NS_AR.png