مصر : اللاجىء السوداني حسن محمد يتعرض للتعذيب على يد مباحث أمن الدولة
و قد قامت هذه القوات بالهجوم على شقة الضحية بطريقة همجية وبدون تقديم أي إذن قضائي بالقبض أو بالتفتيش قبل أن ينهبوا بعض محتويات المنزل كهاتف محمول ومبلغ 3600 جنيه ومن ثم ليصطحبوا السيد حسن معهم بعد جلسة من الشتائم والضرب التي لم يسلم منها حتى أولاد الضحية وزوجته.
وعلى الرغم من معاناة السيد حسن من مرض الفصام الذهاني منذ هربه من السودان قبل 9 سنوات، فإنّه عانى على مدى ال55 يوما التي قضاها بمعزل عن العالم الخارجى في مقر مباحث أمن الدوله بمدينة نصر، لأبشع أصناف التعذيب، فمن الصعق المتكرر بالكهرباء على أذنيه والمناطق الحساسة في جسده إلى الضرب المستمر إلى درجة الإغماء. كما تمّّ تقييد يديه وتعصيب عينيه طوال الفترة التي قضاها فى مقر مباحث أمن الدولة ولم يتم عرضه على نيابه أمن الدوله العليا إلا بعد انقضاء عذّة أشهر من تاريخ اعتقاله أي في الثامن من إبريل/ نيسان 2010، حيث تمّ اتهامه بتسهيل عبور اللاجئين الأفارقة من مصر إلى إسرائيل وغيرها من الدول الآوروبية.
و لا يزال السيد حسن، الموجود حاليا في سجن طره، محروما من الدواء على الرغم من الوصفات الطبية والتقارير الطبية العديدة الصادرة من مركز النديم والتي تثبت حالته الصحية السيئة وضرورة تقديم الرعاية الطبية المناسبة له.
ويّذكر بأنّ حاله السيد حسن تشكل مأساة جديدة وتندرج ضمن الكثير من الحالات التى يُعاني منها اللاجئين الأفارقة في مصر، الذين يقدّّر عددهم بمئات الالاف، كانوا قد فروا من السودان جرّاء الحروب الاهليه المندلعة هناك. كما شهدت نهاية العام 2005 مذبحة حقيقية بحق هؤلاء اللاجئين حيث أقدمت قوات الأمن المركزي المصري على إطلاق النار عليهم بشكل مكثّف أثناء اعتصامهم أمام مبنى مفوضية شئون اللاجئين بالقاهرة، مما أسفر عن مقتل 27 شخص من بينهم أطفال ونساء.
وعلى ضوء ذلك وجهّت الكرامة، بتاريخ الأول من حزيران/يوليو 2010 ، نداء إلى المقرر الخاص المعني بالتعذيب وطلبت منه التدخل لدى السلطات المصرية والطلب منها بفتح تحقيق ووقف عمليات التعذيب الوحشي التي يتعرض لها السيد حسن محمود محمد بشكل خاص واللاجئين الأفارقة بشكل عام. كما تنوي الكرامة تقديم قضية السيد حسن إلى فريق العمل المعني بالاعتقال التعسفي حتى يتم وضعه تحت حماية القانون ولكي لا تُستخدم الاعترافات التي أُنتزعت منه تحت التعذيب في محاكمته القادمة.