اليمن: الإفراج عن الصحفي شائع بعد توقيفه لدى الأمن وتعرضه لسوء المعاملة
![]() عبدالإله حيدر شائع |
وقال الصحفي شائع لمندوب الكرامة في اليمن إنه اختطف من قبل عناصر تابعة لأحد جهازي المخابرات اليمنية "الأمن السياسي أو القومي"، لم يتمكن من تحديد أيّ منهما..
وأضاف أنه اقتيد بالقوة إلى مقر أمني، وهو مغطى العينين، ومقيد اليدين إلى الخلف، وأنه أُدخل إلى المقر الأمني، الذي لم يتمكن من تحديد موقعه بالضبط، لكنه عرف أنه في مكان يقع تحت الأرض.
وأكد شائع عقب إطلاق سراحه أن أربعة محققين تعاقبوا على استجوابه لمدة ست ساعات، وهو معصوب العينين ومكبّل اليدين، مشيراً إلى أن أسئلة المحققين كانت روتينية حول أسرته وأصدقائه، وتصريحاته لوسائل الإعلام بشأن تنظيم القاعدة في اليمن.
وتابع بأن أحد المحققين اعتدى عليه بالضرب، موجهاً له لكمة في فمه، كما أُجبر فيما بعد على تغيير ملابسه وارتداء ملابس السجناء، وتم التقاط صور له جانبية وأمامية، وهو يحمل لافتة مكتوب عليها رقم.
وبعد جلسة التحقيق المطولة، اقتيد الصحفي شائع معصوب العينين، وأنزل في شارع الزبيري بوسط العاصمة صنعاء، حوالي الساعة الرابعة من فجر اليوم الاثنين.
ورغم إطلاق سراح الصحفي شائع، لكنه لا يزال يتلقى تهديدات واتصالات من قبل ضباط أمن تطالبه بعدم الإدلاء بأي تصريحات إلى وسائل الإعلام، كما أن المحققين طلبوا منه أثناء الاستجواب عدم التصريح لأي قناة فضائية دون الرجوع إلى أجهزة الأمن.
وأضاف بأن هذه العملية محاولة لتهديده وإسكاته، لكن ذلك لن يثنيه عن عمله الصحفي وحقه في التعبير عن آرائه علناً وبالطرق السلمية..
وكان مسلحون، يعتقد أنهم من عناصر المخابرات اليمنية، اختطفوا مساء أمس الأحد، 11 تموز/ يوليو 2010، الصحفي والإعلامي البارز عبد الإله حيدر شائع من أحد شوارع العاصمة صنعاء، واقتادوه إلى جهة مجهولة.
ويأتي الإفراج عن الصحفي اليمني شائع في وقت كانت الكرامة تستعد لتوجيه نداء عاجل إلى آليات الأمم المتحدة لطلب التدخل بشأنه، لكن المنظمة لحد الآن لا تزال تشعر بقلق كبير حيال المضايقات المستمرة بحق الصحفي شائع، ومحاولة إسكاته وحرمانه من حقه في حرية التعبير.. وفي السياق ذاته، تعرب منظمتنا عن أسفها لما تعرض له السيد شائع من اختطاف وسوء معاملة، وتؤكد استمرارها في متابعة تطورات هذه القضية والتصرف وفقاً للإجراءات القانونية المناسبة.
وكان شهود أفادوا لمندوب الكرامة في صنعاء بأن أربعة مسلحين بثياب مدني، يستقلون سيارة من نوع "هايلوكس - غمارتين"، ألقوا القبض على الصحفي عبدالإله حيدر شائع عند الساعة التاسعة مساء، بينما كان رفقة أحد زملائه الصحفيين في شارع حدّة جوار المطعم الصيني وسط العاصمة صنعاء.
وأوضح الشهود بأن الخاطفين ترجلوا من السيارة، وأشهروا أسلحتهم الرشاشة "كلاشنكوف ومسدس" في وجه السيد شائع، واقتادوه تحت تهديد السلاح إلى جهة مجهولة.
وقالوا إن الخاطفين لم يظهروا أي أوامر قضائية بالاعتقال، كما لم يكشفوا عن هويتهم، وتبين لاحقاً أنهم يتبعون أحد أجهزة المخابرات، وأنهم تعاملوا مع السيد شائع بصورة مهينة واعتدوا عليه بالضرب وأجبروه على ركوب السيارة التي كانت تقلهم، كما صادروا جهاز كمبيوتره المحمول.
وحول معلومات السيارة التي استخدمها الخاطفون، أوضح شهود الواقعة بأن السيارة كانت مغطاة بالتراب وأن لوحة الرقم كانت مغطاة بالطين أيضاً، وذلك بسبب الأمطار التي تشهدها العاصمة صنعاء منذ يومين، وهو الأمر الذي حالَ دون إمكانية تدوين رقم لوحة السيارة.
واعتادت عناصر المخابرات اليمنية، خاصة أفراد جهاز الأمن القومي، على ممارسة عمليات الخطف بلباس مدني من الشارع بدون أي أوامر قضائية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحفيين المعارضين، كما حدث من قبل في قضية الصحفي محمد المقالح، الذي كانت الكرامة تدخلت بشأنه.
ويعد الصحفي عبدالإله حيدر شائع (32 سنة) من أبرز الصحفيين المتخصصين في شؤون الجماعات الإسلامية في اليمن، ويقيم في منطقة التحرير بالعاصمة صنعاء، وهو متزوج، ويعمل صحفياً وباحثاً في وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، وقد تمكن من إجراء مقابلات صحفية مع قادة ما يسمى (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) ونشرت تلك المقابلات على نطاق واسع في الصحف المحلية والعالمية، ويستضاف السيد شائع في الكثير من برامج التلفزة ووسائل الإعلام للحديث عن الأوضاع في اليمن، وتعتبره الكثير من وسائل الإعلام الأميركية والأوربية أحد أبرز الصحفيين المتخصصين في قضايا الأمن والجماعات الإسلامية في اليمن.
ويتمتع الصحفي شائع بشهرة واسعة في الأوساط الصحفية في اليمن وخارجه، وله مساهمات إعلامية وبحثية متميزة، ويعرف عنه أسلوبه العلمي والموضوعي وله آراء علنية ينتقد فيها السياسات الأميركية في المنطقة العربية واليمن، خاصة تلك السياسات التي تتبعها واشنطن في سياق الحرب على ما يسمى "الإرهاب".