المملكة العربية السعودية: شاب سعودي محكومة عليه بالسجن مدى الحياة، يحرم من الرعاية الطبية ويتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي
يقبع السيد سليمان العايد، وهو مواطن سعودي، يبلغ من العمر 29 عاما، رهن الاعتقال في سجن الحائر، الرياض، منذ ثماني سنوات، قضى منها خمس سنوات كاملة في الاحتجاز من دون أية إجراءات قانونية، في الحبس الانفرادي، في زنزانة شديدة الظلمة، كما تعرض للتعذيب الجسيم، إلى درجة تدهورت فيه حالته النفسية والبدنية، على نحو بالغ القلق، ورغم ذلك، تواصل السلطات السعودية حرمانه من الحصول على الرعاية الطبية الواجبة.
وللتذكير، فقد ألقي القبض على سليمان العايد، في 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2003، في اليمن حيث قضى سبعة أشهر قبل أن يتم ترحيله إلى المملكة العربية السعودية، في 19 أيار/ مايو 2004. وبعد أن وجهت إليه تهمة القيام بزيارات غير قانونية إلى أفغانستان واليمن، قضى خمس سنوات رهن الاعتقال من دون أي إجراءات قانونية، فوِضع خلال هذه الفترة، في زنزانة انفرادية، مظلمة، الأمر الذي تسبب له في فقدان 75٪ من بصره، وفي 26 كانون الثاني/ يناير 2009، مَثُل أمام القضاء وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وطوال فترة احتجازه، تعرض هذا الشاب السعودي لتعذيب جسيم، منها على وجه الخصوص الضرب المبرح والصعق بالكهرباء على كافة أجزاء جسده، فضلا عن تعرضه لمعاملة مهينة، حيث تم إبقائه مرات عدة عاريا تماما في زنزانته، وتم تشغيل مكيف الهواء إلى أقصى مداه، قصد تعريضه لدرجات شديدة البرودة لفترات طويلة.
ونتيجة قضائه تسع سنوات من الاعتقال في ظروف غير إنسانية، تأثرت صحة السيد العايد العقلية والبدنية لأضرار بالغة، حسبما أفاد به أقاربه الذين لاحظوا خلال زياراتهم له في الاحتجاز، أن تصرفاته وتحركاته تبدو مضطربة، وعير متسقة، مما يشير إلى ما يعاني منه حاليا من مشاكل نفسية خطيرة، ناجمة على الأرجح عن سوء المعاملة التي تعرض لها، ورغم ذلك، لا تزال سلطات السجن تمنع السيد العايد من حقه المشروع في الحصول على الرعاية الطبية المناسبة.
والجدير بالذكر أن مسألة نقص الرعاية الطبية للسجناء تعتبر قضية شائعة جاري العمل بها، في العديد من مراكز الاعتقال السعودية، حسب تقرير أصدرته منظمات حقوق الإنسان، كما أنه في معظم هذه المراكز، التي تخضع لسلطة وزارة الداخلية، لا يسمح للسجناء المرضى إلا بزيارة طبية واحدة في الأسبوع، ولا ينقلون إلى المستشفى إلا عندما يكون وضعهم الصحي "حرجا جدا" . وفي الآونة الأخيرة، تسببت مسألة عدم تمكينهم من الحصول على الرعاية الطبية، في اندلاع أعمال شغب وسط السجناء في سجن الحائر. وفي 13 تموز/يوليو 2012، بعد أن رفضت إدارة السجن منح محمد الشهري العلاج الطبي الضروري الذي تستدعيه إصابته بمرض السرطان، تسبب ذلك في اندلاع احتجاجات عارمة وسط المعتقلين في الجناح 3 من السجن الحائر.
وفي ضوء ذلك، تم إحالة قضية سليمان العايد إلى المقرر الخاص المعني بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية وإلى المقرر الخاص المعني بالتعذيب، كما دعت الكرامة على سبيل الاستعجال، السلطات السعودية، لتقديم على الفور، ما يحتاجه السيد العايد من الرعاية الطبية اللازمة، سواء منها البدنية أو النفسية.