ولد السيد مرعي في 11 أيار/مايو 1972 في طرابلس، شمالي لبنان. يعمل إماماً لمسجد الأميرة منقارة في محلة باب الرمل في طرابلس، ويملك أيضاً محلاً لبيع المواد الغذائية "بقالة". وهو متزوج ولديه أولاد.

وألقي القبض على السيد مرعي في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2008 في محل البقالة الذي يملكه من قبل عناصر في الاستخبارات العسكرية يرتدون ملابس مدنية. في وقت اعتقاله، لم يظهر أمام السيد مرعي أي أمر قضائي، ثم صدرت بحقه مذكرة توقيف في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2008 أي بعد 21 يوماً من اعتقاله. وقد تعرض لسوء المعاملة حين اعتقاله. ثم اقتيد الى ثكنة القبة العسكرية لبضع ساعات ونقل بعد ذلك إلى وزارة الدفاع حيث احتجز لمدة أسبوع ونصف.

وبعد استجوابه من قبل قاضي التحقيق العدلي، وجهت له في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2009، تهمة "تأليف عصابة مسلحة بقصد القيام بأعمال ارهابية، بما في ذلك الهجوم الذي وقع على حافلة عسكرية في طرابلس يوم 29 أيلول/سبتمبر 2008".

وكان السيد مرعي قد اُحتجز في ثكنة الشرطة العسكرية في الريحانية، ثم نقل إلى مركز فرع المعلومات في بيروت قبل أن يتم نقله إلى جناح هاء في سجن رومية المركزي، واخيراً في 7أيار/مايو 2009 إلى مبنى "باء" في السجن المركزي، حيث لا يزال محتجزاً حتى الآن.

أثناء احتجازه في وزارة الدفاع، تعرض الشيخ طارق مرعي للضرب المبرح والتعذيب. خلال الـ48 ساعة الأولى، أجبر على الوقوف في أوضاع مؤلمة، وكان لا يسمح له بتناول الطعام أو الشراب أو بالذهاب إلى المرحاض، وتعرض للضرب على جسده، وخصوصاً على رأسه. وتعرض أيضاً للإهانة، وتم تهديده بالسوء تجاه عائلته، ونظراً لسوء التعذيب، أغمي عليه 5 مرات في غضون أسبوع ونصف.

وعندما كان السيد مرعي محتجزاً في ثكنة الشرطة العسكرية في الريحانية، تعرض للضرب بواسطة مقبض البنادق وتعرض لإهانة في دينه. وعندما اُحتجز في فرع المعلومات في بيروت، تعرض أيضاً للضرب على صدره ورأسه، لدرجة أنه عانى من عينيه وأعتقد أنه فقد بصره. وعلق من معصميه كأسلوب تعذيب يطلق عليه "البلانكو"، وتعرض أيضاً إلى أسلوب آخر يدعى "الفروج".

في 27 كانون أول/ديسمبر 2008، تم فحص السيد مرعي من قبل طبيب عسكري، قال له انه سوف يستعيد نظره بعد نحو ستة أشهر. ومع ذلك، فهو حتى الآن فقدَ إمكانية الحراك الجزء الأيسر من جسمه.

ويبدو أن الغرض من التعذيب هو إجبار الشيخ مرعي على الاعتراف بأعمال إرهابية لم يقترفها. خصوصاً وأنه بعد التعرض للتعذيب أجبر على التوقيع على أوراق دون قراءتها.

وفي ضوء المعلومات الواردة أعلاه، طلبت الكرامة من المقرر الخاص المعني بالتعذيب رفع هذه القضية إلى السلطات اللبنانية وتذكيرها بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بوجوب عدم استخدام التعذيب. وطلبت تذكير السلطات اللبنانية التزامها باتفاقية مناهضة التعذيب، خاصةً المادة 15 من الاتفاقية التي تفرض عدم التذرع بأي أقوال يثبت أنه تم الإدلاء بها نتيجة التعذيب في أية إجراءات قانونية ضد السيد مرعي، وأيضاً في وجوب إجراء تحقيق فوري ومحايد ومستقل بشأن الادعاءات التي أثيرت في هذه المراسلة وفقاً لالتزامات لبنان بموجب المادة 12 من الإتفاقية.

وعلاوة على ذلك، طالبت الكرامة، وفقا للمادة 7 من الاتفاقية، من الحكومة اللبنانية أن يتم إحالة القضية على السلطات المختصة بقصد ملاحقة المتورطين في جريمة تعذيب الشيخ طارق مرعي.

وأخيراً، طلبت الكرامة من المقرر الخاص الضغط على السلطات اللبنانية لتقديم تعويضات كافية لضحية التعذيب، كما هو مطلوب في المادة 14 من الاتفاقية.