وحسب المعلومات التي توصلت بها الكرامة؛ كانت الساعة تشير إلى 6.30 مساء عندما قصد الشاب محمد سلايمة صديقه محمد الجوني ليرافقه لشراء الحلوى للاحتفال بعيد ميلاده. وبينما هو يمشى ناداه عسكري قرب الحرم الإبراهيمي على بعد أمتار من بيت صديقه، فتوجه نحوه ليطرح عليه بعض الأسئلة.

تقول رواية الجيش الإسرائيلي أن الجندي اكتشف أن الشاب يحمل قداحة (ولاعة) في شكل مسدس فسحبها منه، وهو ما رفضه الشاب ليدخل الإثنان في نزاع.

حاول محمد استعادة قداحته فاشتبك الإثنان بالأيادي، وأطلق جندي رصاصات تحذير في الهواء لكي يبتعد. في تلك اللحظة خرجت جندية آخرى مسرعة من نقطة الحراسة بعد أن سمعت الطلقات النارية، فوجهت سلاحها نحو محمد سلايمة وأطلقت النار عليه مرة ليتراجع إلى الوراء.
رغم تراجع محمد عند إصابته للمرة الأولى، ولم يعد يشكل أي خطر على الحرس، إلا أن الجندية أطلقت عليه عدة رصاصات أخرى من مسافة قريبة إلى أن فارق الحياة.

وترى عائلة الضحية، التي ترفض رواية حمله للقداحة التي تشبه المسدس، أن محمدا قد تراجع بعد أن أصابته الطلقة النارية الأولى، ولم يكن ضروريا استمرار إطلاق النار عليه للسيطرة عليه، وكان التدخل الأول كافيا، وأن استمرار الجندية في إطلاق النار عليه ليس له مايبرره وإنما هو استعمال مفرط للقوة.

لم يقم الجيش الإسرائيلي إلى الآن بتقديم الجنود المسؤولين عن مقتل محمد سلايمة للعدالة، رغم أنه كان أعزلا ولم يكونوا في حالة دفاع عن النفس. بل أصابوه بنيرانهم لقتله وليس لمنعه من مهاجمتهم، ودفع الخطر عنهم.

والتمست الكرامة، على ضوء المعطيات المذكورة، من المقرر الأممي الخاص المعني بالقتل خارج نطاق القضاء، نيابة عن عائلة محمد سلايمة، التدخل لدى السلطات الإسرائلية ومطالبتها بفتح تحقيق لتحديد المسؤولين وتقديمهم للعدالة.