في 27 أغسطس 2015، قامت مجموعة من عناصر من جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني بملابس مدنية بمداهمة مكتب هندسة وسط مدينة الخرطوم في ملكية بابكر، البالغ من العمر عاماً 56، ثم اقتادوه إلى مكان مجهول بعد إغلاق مكتبه ووضعه منذ ذلك الحين تحت المراقبة. بعد بضعة أيام، سمعت أسرته من محتجزين سابقين أن بابكر محتجز في مقر تابع لجهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني يقع في الشارع 57 بالخرطوم، وأنه تعرض للتعذيب طيلة ثلاثة أيام متتالية، انتقاماً منه على انتماءه السياسي.

حاول أفراد أسرته زيارته لكنهم منعوا من الدخول إلى المبنى، وأخبرهم محتجزون آخرون أنه نقل إلى مركز احتجاز آخر . ويخشى أقاربه من أن يتعرض للتعذيب وسوء المعاملة من جديد بعدما فشلوا في مقابلته والحديث معه. وتظل هذه الممارسة منهجية وشاملة في السودان، لا سيما ضد الأشخاص الذين يحتجزهم جهاز المخابرات.

والواقع أن العديد من الشهادات عن مراكز الاحتجاز في السودان تشير إلى أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني يقوم بتعذيب الصحفيين مثل أمير السني بانقا الذي كان قال أنه تعرض للتعذيب بعد القبض عليه بينما كان يغطي تظاهرة، وأيضا المدافعين عن حقوق الإنسان مثل ثلاثة من الناشطين الحقوقيين الذين اعتقلوا في أيار/مايو عام 2014 واحتجزوا دون تهمة في مركز تابع للمخابرات.

وقد ساهمت العديد من القوانين في تفشي ممارسة الاعتقال في السر والتعذيب، وبخاصة قانون الأمن الوطني لعام 2010 الذي يسمح لجهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني بالقبض على الأفراد حتى في غياب أي اشتباه مشروع في أنهم ارتكبوا جريمة، واحتجازهم لمدة 45 يوما متتالية دون توجيه تهم لهم، وأربعة أشهر ونصف دون أي إشراف قضائي. وعلاوة على ذلك، تمنع مقاضاة ضباط المخابرات عن التجاوزات التي ارتكبوها أثناء قيامهم بعملهم. كل هذه العناصر المختلفة تخلق بيئة مناسبة للتعذيب وسوء المعاملة خلال الاحتجاز، دون إمكانيات حقيقية للضحايا وأسرهم من الحصول على العدالة.

وجهت الكرامة والتحالف العربي من أجل السودان نداء عاجلاً إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بالأمم المتحدة مناشدة تدخله لدى السلطات السودانية لمطالبتها بالإفراج الفوري عن بابكر موسى عيسى. ويجب على السلطات السودانية وضع حد للقمع ضد المعارضين السياسيين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وتعديل "قانون الأمن الوطني" ليتماشى مع معايير حقوق الإنسان ذات الصلة.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
أو مباشرة على الرقم 08 10 734 22 41 00