جاء ذلك في اللقاء التشاوري الذي أقامته منظمة هود السبت تحت شعار (وماذا بعد جوانتانامو؟)، وتناول أوضاع المعتقلين اليمنيين في السجون الأميركية، واختيار الطبيب اليمني المعتقل في "جوانتانامو" أيمن باطرفي ليكون رمزاً لمعتقل "جوانتانامو"، خلفاً لمصور قناة الجزيرة سامي الحاج، الذي أفرج عنه في مايو الماضي.

وفي اللقاء الذي حضره إلى جانب بعض أهالي المعتقلين، برلمانيون وناشطون حقوقيون، استعرض أمين عام مؤسسة العون المدني العالمي في السودان السيد/حسن مجمر، التجربة التي قدمتها مؤسسته وجهودها في سبيل إطلاق الصحفي سامي الحاج، مشيداً بالموقف الرسمي المعلن للحكومة اليمنية تجاه معتقليها، غير أنه شدد على أن ذلك لا يكفي، بل لابد من خطوات عملية جادة تقوم بها اليمن لإعادة جميع معتقليها في الخارج..

ويأتي اختيار الطبيب اليمني باطرفي رمزاً لمعتقل "جوانتانامو"، في الوقت الذي يمثل عدد المعتقلين اليمنيين الرقم الأكبر من بين سائر الجنسيات في هذا المعتقل السيئ، حيث يبلغ عددهم 104 معتقلين، من بين حوالي 250 معتقلاً يعانون مرارات الألم في أسوأ معتقل عرفه التاريخ.

وكانت صحيفة "الغد" كشفت سابقاً في سياق ملف موسع حول (معتقلي اليمن بجوانتانامو) عن معلومات بشأن الطبيب اليمني المعتقل في "جوانتانامو" أيمن سعيد عبدالله باطرفي من محافظة حضرموت، والذي أصبح يعاني من أمراض نفسية وعقلية خطيرة، جراء ظروف السجن هناك، وكان باطرفي وهو متخصص في الطب البشري اعتقل في باكستان، في إطار الحملة الدولية بقيادة أميركا ضد عناصر "القاعدة" و"طالبان"، حيث كان الأميركيون يعتقدون أن أيمن باطرفي هو أيمن الظواهري، قبل أن يعترفوا له أثناء التحقيقات معه في "جوانتانامو" بأنهم مخطئون، ولكن بدلاً من الإفراج عنه، ذهبوا لتلفيق تهمة ضده بأنه الطبيب الشخصي لأسامة بن لادن..

وألقي القبض على باطرفي في أحد المستشفيات الباكستانية، حيث كان يعمل طبيباً هناك منذ التسعينات، وقد تلقى دراسته الجامعية، وحضر الدراسات العليا في إحدى الجامعات الباكستانية..

يذكر أن المحكمة العليا الأميركية أصدرت قبل أيام حكما تاريخيا ضد الرئيس الأميركي بوش، قضى بأن للمعتقلين في "جوانتانامو" الحق في الطعن أمام المحاكم الأميركية بعدم شرعية اعتقالهم.