وجاءت معظم الإصابات بالرصاص في المنطقة العليا من الجسد، خصوصاً الرأس والصدر، وقال جرحى وشهود عيان لمندوب الكرامة لدى زيارته المستشفى الميداني بساحة التغيير بصنعاء إن القوات الموالية للرئيس صالح أطلقت الرصاص الحي والقنابل الغازية والمسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين السلميين، في حين شوهد أحد المسلحين المؤيدين للرئيس صالح وهو يطلق قذيفة "آر ربي جي" مضادة للدروع مباشرة باتجاه المتظاهرين.

وأفاد عدد من الجرحى بأن قوات الأمن المركزي التي يقودها العميد يحيى محمد عبدالله صالح نجل شقيق الرئيس صالح، استخدمت رشاشات مضادة للطيران كانت على متن إحدى المدرعات، في محاولة لتفريق المتظاهرين.

ووقع الهجوم في منطقة حي القاع جوار ساحة الاعتصام بالعاصمة صنعاء، عندما بدأت حشود المتظاهرين بالانطلاق في مسيرة سلمية كان مقرراً لها أن تجوب عدداً من الشوارع، قبل أن تستقر في الساحة نفسها.

وشاهد مندوب الكرامة جثة أحد القتلى وقد تناثرت معظم أجزاء الرأس، مع تفحم ما تبقى من منطقة الرقبة والوجه، بينما كانت الدماء لا تزال تنزف بغزارة، ما يعزز شهادات الجرحى وشهود العيان بأن القوات الموالية للرئيس صالح استخدمت أسلحة متوسطة لقمع المتظاهرين.

ووفقاً لشهادات الشهود، فقد دفعت أجهزة الأمن والجيش التي يقودها أقارب الرئيس صالح بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المكان، بينها قوات بزي الأمن المركزي ومكافحة الشغب، بالإضافة إلى نحو عشرين سيارة تقل على متنها عشرات المسلحين من أنصار النظام ممن يوصفون بـ"البلاطجة"، وهم عبارة عن مليشيات مسلحة كانت سلطات صالح أنشأت لهم معسكرات داخل العاصمة صنعاء مع انطلاق ثورة الشباب الشعبية في اليمن أواخر يناير/ كانون ثاني 2011 وقامت بتمويلهم وتدريبهم لقمع المتظاهرين.

وتأتي هذه المجزرة الأخيرة عشية جلسة يعقدها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان في اليمن، حيث من المقرر أن يلقي وفد من الكرامة مداخلة بهذا الشأن.

حصيلة أولية بأسماء ضحايا قمع التظاهرة السلمية بصنعاء الأحد 18 سبتمبر/أيلول2011