30 كانون1/ديسمبر 2010

لبنان: السيد عبدالله معرض لمخاطر التعذيب حال تسليمه إلى العراق

وجهت منظمة الكرامة اليوم نداءً عاجلاً إلى المقرر الخاص المعني بالتعذيب في ما يخص قضية العراقي السيد ماهر توفيق عبدالله، الذي يواجه خطراً جدياً في التعرض للتعذيب أو حتى القتل، كما حصل مع والده، فيما لو سلّم إلى العراق. وفي الواقع، كان والده قد خُطف وأُعدم في أعمال عنف في بغداد يوم 5 كانون الأول/ديسمبر 2006 من قبل جماعة مسلحة يعتقد بأنها مقربة من الحكومة.

وعلاوة على ذلك، فإن السيد عبد الله واحدٌ من مئات الأشخاص المحتجزين في مركز الإحتجاز بالأمن العام في بيروت، والذين يتعرضون للتهديد في الإعادة القسرية إلى بلدانهم على الرغم من حيازتهم وثيقة إعتراف بصفة لاجىء من قبل مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

والسيد ماهر توفيق عبد الله، هو لاجئ عراقي في لبنان، ولد في 7 أيار/مايو 1977. وكان يعمل كتاجر ويعيش في شمال بيروت . وحصل على صفة لاجىء من قبل مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 31 آب/ أغسطس 2009.

في 21 كانون الثاني/يناير 2006، ألقي القبض على السيد عبد الله في منطقة "صالومي" في شمالي بيروت عن طريق عناصر من أمن الدولة لأنه دخل لبنان بطريقة غير مشروعة. وظل معتقلاً حتى تاريخ 26 شباط/فبراير 2008 عندما أطلق سراحه ولكن في الوقت نفسه أجبر على العودة الى العراق. ووصل إلى مدينة أخرى غير بغداد حيث كان يعيش عادة، وذلك بسبب أنّ هناك خطراً من التعرض إلى القتل في أي وقت. وقرر مغادرة البلاد مرة أخرى ليعود إلى لبنان وينضم إلى عائلته اللبنانية.

ومرةً أخرى، أُلقي عليه القبض يوم 10 حزيران/يونيو 2008 واتهم أيضاً بدخول البلاد بطريقة غير مشروعة. وقد تم نقله من/ وإلى أكثر من مكان إحتجاز منذ اعتقاله الأولي. وحكم من قبل محكمة الجنايات في جبل لبنان يوم 31 آذار/مارس 2010 بالسجن 4 سنوات وبدفع غرامة.

وخلال مراحل متتالية من إعتقاله وخاصةً مؤخراً، أفيد لمنظمة الكرامة بأنّه تعرض لأشكال مختلفة من المعاملة السيئة.

وفي 1 تشرين الأول/أكتوبر 2010، نقل إلى مركز الإحتجاز في الأمن العام في منطقة العدلية في بيروت، حيث لا يزال حتى اليوم. وفي 24 كانون الأول/ديسمبر 2010، صدر قرار من المديرية العامة للأمن العام بترحيل السيد عبد الله وتسلميه الى العراق.

وفي ضوء المعلومات الواردة والسياق الراهن في العراق، فإنه إن تم بالفعل ترحيل السيد عبد الله وتسليمه إلى العراق، فإن منظمة الكرامة تخشى جدياً أن يواجه خطر التعرض للتعذيب.

وعليه، تطالب الكرامة من المقرر الخاص للتعذيب رفع هذه القضية على وجه السرعة مع السلطات اللبنانية وتذكيرها بالتزاماتها بموجب القانون الدولي وخاصةً المادة 3 من اتفاقية مناهضة التعذيب التي تنص على أن أي دولة طرف في الإتقافية يجب أن لا تطرد أو تعيد أو أن تسلم شخصاً إلى دولة أخرى حيث توجد أسباب قوية تدعو إلى الاعتقاد بأنه يمكن أن يكون في خطر التعرض للتعذيب.

وتضيف الفقرة 2 من المادة 3 على أنه لغرض تحديد ما إذا كان هناك مثل هذه الأسباب، فإن على السلطات المختصة أن تأخذ في الحسبان جميع الاعتبارات ذات الصلة بما في ذلك، عند الاقتضاء، وجود في الدولة المعنية نمط ثابت من انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة والجسيمة أو الجماعية.

وتعتقد منظمة الكرامة بأن التعذيب يتم بطريقة منهجية وعلى نطاق واسع في العراق، وبأن السيد عبد الله معرّض بشدة لخطر التعذيب إذا أعيد قسراً إلى العراق.

الجدير بالذكر أن لبنان انضم إلى العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في 3 نوفمبر 1972، واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة في 5 أكتوبر 2000.