06 نيسان/أبريل 2011

العراق: 150 معتقلاً عربياً يناشدون المجتمع الدولي إنقاذهم

علمت الكرامة، اليوم، من مصادر موثوقة بأن أكثر من 150 معتقلاً عربياً من دول المغرب والمشرق العربي والخليج يعانون من سوء المعاملة والتمييز والإهمال الصحي في سجني الناصرية جنوبي العراق وقلعة سوسة شمالاً.

وتشير المعلومات إلى أنه قد حكم على هؤلاء المعتقلين خلال الأعوام 2003، 2004، 2005 بعقوبة السجن لمدد تتراوح من 10 إلى 15 سنة، وبتهم الدخول الى العراق بدون مستندات قانونية وفقاً للمادة 10 من قانون جوازات السفر رقم (32) الصادر عام 1999.

وقد جرت المحاكمات في محكمة تدعى "الساعة" في بغداد وبدون اتباع الإجراءات القانونية الكفيلة بالمحاكمة العادلة كالحق في الدفاع القانوني، وتعد محكمة الساعة محكمة جنائية خاصة أنشئت بعد دخول القوات الأجنبية إلى العراق إبان سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

ويناشد هؤلاء المعتقلون منظمة الكرامة والمنظمات الحقوقية الأخرى واللجان الأممية التدخل العاجل لدى السلطات العراقية لتحسين معاملتهم، وحث السلطات المعنية على إرسالهم إلى بلدانهم بموجب اتفاقيات تبادل السجناء بين الدول العربية والعراق أو إصدار قانون عفو عام يشمل العرب خلافاً لقانون العفو الذي صدر منذ سنوات ولم يشملهم.

يذكر أن مجلس النواب العراقي كان أقرّ في الثاني من شهر شباط/ فبراير 2008، قانون عفو عام وفق شروط وضوابط محددة، تقضي بمنح بعض المعتقلين العراقيين غير المحكوم عليهم في قضايا إرهابية أو عمليات قتل أو اختلاس مالي عفواً عاماً.

وقد وثقت منظمة الكرامة عدة حالات تعذيب وإهمال صحي في العراق، من ضمنها قضية السيد هيكل اللويس، المعروف أيضا باسم مصعب اللويس، وقدمت قضيته في الخامس من آذار/مارس 2010 إلى المقرر الخاص المعني بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية.

وقد أُلقي القبض على السيد اللويس من طرف السلطات العراقية يوم 2 كانون الأول/ديسمبر 2004 في منطقة المحمودية في العراق، وذلك من دون إبراز أي مذكرة توقيف أو أمر قضائي آخر.

وتم تسليمه إلى القوات المتعددة الجنسيات التي عاودت تسليمه للسلطات العراقية في 10 كانون الثاني/يناير 2007. والسيد اللويس ما زال مُحتجزاً حتى اللحظة في سجن سوسة بمنطقة السليمانية، والذي تُديره القوات الكردية.

ويعاني السيد اللويس من مضاعفات خطيرة وخاصة من التهاب في المثانة نتيجة عدم السماح له بقضاء حاجته خلال فترات زمنية طويلة. ولذك فهو يحتاج لإجراء عملية جراحية عاجلة، إلا أن السلطات ما زالت متجاهلة طلباته ولا يزال دون علاج حتى الآن، في انتهاك واضح للالتزامات الدولية التي تعهدت بها العراق بموجب المنظومة الدولية لحقوق الإنسان. وقد بدأت صحة السيد اللويس بالتدهور بشكل جدي عام 2009، حيث أخبرتنا والدته بأنه كان مُقعداً عندما زارته، ولا يستطع المشي أبداً، ولذك تخشى الكرامة بأن تكون حياته معرضة للخطر بسبب حالته الصحية، المعنوية والجسدية، السيئة للغاية.

وعليه، تخشى الكرامة بأن تكون حياة هؤلاء المعتقلين، بمن فيهم السيد الويس، معرضة للخطر بسبب سوء الحالة الصحية، المعنوية والجسدية، ونطالب اللجان الأممية والمقررين الخاصين في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التدخل السريع والعاجل لدى السلطات العراقية من أجل تحسين معاملة هؤلاء الضحايا وإرسالهم إلى بلدانهم لإكمال المدة المتبقية من عقوبتهم، إن لزم الأمر.

وللتذكير، صادقت جمهورية العراق على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية 25 كانون الثاني/ يناير 1971.
support us
follow_fb follow_tw follow_yt

NS_AR.png